س-ن-ن بالعربية - 11/27/2025 2:19:06 PM - GMT (+3 )
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلن فريق من العلماء العثور على أقدم قشور بيض معروفة للتماسيح في أستراليا، وهو اكتشاف قد يُلقي الضوء على زواحف قديمة ربما كانت تصطاد فرائسها بالانقضاض عليها من أعلى الأشجار
تعود قشور البيض إلى تماسيح "mekosuchine"، وهي مخلوقات عاشت ما قبل التاريخ وكانت تهيمن على المياه الأسترالية قبل 55 مليون عام، أي قبل زمن طويل من وصول تماسيح المياه المالحة والعذبة إلى القارة قبل نحو 3.8 مليون عام.
وأوضح عالم الحفريات مايكل آرتشر أنّ تماسيح "mekosuchine" يمكن أن حدّ 5 أمتار، وكان بعضها يصطاد من فوق الأشجار.
وقد أطلق الباحثون الأستراليون عليها اسم "drop crocs"، أي "تماسيح القفز".
وقال آرتشر، الأستاذ في جامعة نيو ساوث ويلز بسيدني الذي شارك في هذه الدراسة: "إنه تصوّر غريب. لكن يبدو أن بعضها (التماسيح) كانت صيّادة بريّة في الغابات".
قد يهمك أيضاً
وأضاف في بيان: "ربما كانت تصطاد مثل الفهود، تقفز من الأشجار على أي كائن غافل ترغب بجعله وجبة عشاء".
وقد نبش فريق من العلماء الدوليين، بقيادة معهد كاتالونيا لعلم الحفريات ميغيل كروسافونت في برشلونة، الأحافير من فناء خلفي لأحد المزارعين في جنوب شرق ولاية كوينزلاند الأسترالية وقاموا بدراستها، ثم نشروا نتائجهم في الدورية العلمية "Journal of Vertebrate Paleontology".
وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، خافيير باناديس إي بلاس، أن قشر بيض التماسيح القديمة تساعد العلماء على فهم تشريح هذه الزواحف، بالإضافة إلى أنماط تكاثرها وقابليتها للتكيف، مشيرًا إلى "أنّها تحتفظ بإشارات بنيوية دقيقة وكيميائية تخبرنا ليس فقط عن نوع الحيوانات التي وضعتها، بل أيضًا أين كانت تعشّش وكيف كانت تتكاثر".
ويُعتقد أن تماسيح "mekosuchine" انقرضت في أستراليا قبل نحو 3,000 عام.
وقد تكون قد فقدت الكثير من موطنها الداخلي بسبب توسّع الأراضي الجافة، وهي مشكلة تفاقمت بفعل تزايد المنافسة مع مفترسات أخرى، وتراجع كمية الفرائس المتاحة، وفق ما ذكره المؤلف المشارك في الدراسة مايكل ستاين، الباحث المنتسب إلى جامعة نيو ساوث ويلز.
كنز في الفناء الخلفي
ويقع الموقع الدقيق للاكتشاف في بلدة صغيرة تدعى مورغن (Murgon)، تبعد نحو ثلاث ساعات ونصف الساعة بالسيارة من مدينة بريسبان، عاصمة ولاية كوينزلاند.
وقال آرتشر إنه وزملاءه كانوا يقومون بالحفريات هناك منذ العام 1983، ولا يزال يتذكّر كيف بدأ كل ذلك.
وأضاف:"قمت وزميلي في جامعة نيو ساوث ويلز هنك جودهيلب بالقيادة إلى مورغن، وأوقفنا السيارة على جانب الطريق، وأمسكنا بالمجارف، وطرقنا الباب وسألنا إن كان بإمكاننا الحفر في الفناء الخلفي لمنزلهم".
وتابع أن السكان "ابتسموا وقالوا بالطبع" بعد سماعهم أنّ منازلهم قائمة فوق بعض الكنوز من حقبة ما قبل التاريخ.
وقال آرتشر: "من الواضح تمامًا، من خلال العديد من الحيوانات المثيرة التي وجدناها بالفعل في هذا الموقع منذ العام 1983، أننا نعلم أنّ المزيد من الحفر سيكشف عن الكثير من المفاجآت المقبلة".
ومن الصعب تحديد الأنواع المنقرضة استنادًا إلى قشور البيض، وفق ما ذكره دين لوماكس، وهو عالم الحفريات ومؤلف كتاب "الحياة السرية للديناصورات - كشف السلوك الحقيقي للحيوانات ما قبل التاريخ".
ولم يشارك لوماكس في البحث الجديد.
قد يهمك أيضاً
لكن، نظرًا إلى أنّ قشور البيض عُثر عليها في ذات الرواسب الجيولوجية وفي ذات موقع أحافير تماسيح "mekosuchine" الوحيدة المعروفة من تلك الفترة، يرى لوماكس أن الباحثين قدموا حجّة قوية.
وقال: "أعتقد أن أحد أهم الأمور هنا هو أن مطابقة قشور البيض الأحفورية مع التمساح الذي وضعها يمكن أن توفر معلومات جديدة".
وأضاف: "سيساعدنا ذلك على فهم ليس فقط كيفية تكاثرها ومكان وضع بيضها، بل قد يُساعدنا هذا الارتباط أيضًا على تسليط الضوء على نمط حياة هذه التماسيح غير العادية".
إقرأ المزيد


