س-ن-ن بالعربية - 11/13/2025 10:21:04 AM - GMT (+3 )

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد يرتبط الاستخدام طويل الأمد لمكمّلات الميلاتونين بزيادة خطر الإصابة بفشل القلب على المدى الطويل، وفق بحث جديد. لكن هل يعني ذلك أنّ على من يتناولها كمساعد على النوم وَقْف استخدامها الآن؟
في مراجعة لسجلات طبية إلكترونية، تعود لآلاف البالغين الذين يعانون من أرق مزمن ويتناولون الميلاتونين لمدة عام وما فوق، سُجّل احتمال أعلى بنسبة 90% للإصابة بفشل القلب خلال السنوات الخمس التالية، مقارنة بمشاركين يعانون من العوامل الصحية ذاتها ولا يتناولون الميلاتونين.
كما بيّنت المراجعة أنّ الاستشفاء بسبب فشل القلب كان أعلى بثلاث مرات لدى مستخدمي الميلاتونين مقارنة بغير المستخدمين، وكانوا أقرب للوفاة لأي سبب بنحو الضعف.
لكنّ الخبراء يقترحون التريّث قبل اعتبار الميلاتونين خطرًا مؤكدًا. ذلك أنّ قيودًا مهمة شابت البحث الذي لم يُصمّم لإثبات علاقة سببية، ويتعارض مع دراسات سابقة أشارت إلى فوائده لصحة القلب.
كما أنّ البحث لم يخضع بعد لمراجعة الأقران، أو يُنشر في مجلة علمية، بيد أنه عُرض خلال اجتماع الجلسات العلمية لجمعية القلب الأمريكية 2025، الذي عُقد بين 7 و10 نوفمبر/ تشرين الثاني.
قد يهمك أيضاً
وأفاد الدكتور إيكنيديلتشوكوو ننادي، المؤلف الرئيسي للبحث والطبيب المقيم الأول بالطب الداخلي في مركز SUNY Downstate/Kings County للرعاية الأولية ببروكلين، في بيان صحفي: "يُنظر عادة إلى مكمّلات الميلاتونين على أنها خيار آمن وطبيعي لتحسين النوم، لذلك كان لافتًا أن نرى زيادات بهذا الحجم وبهذا الاتساق في نتائج صحية خطيرة، حتى بعد موازنة العديد من العوامل".
ورغم ذلك، قال ننادي: "مع أنّ الارتباط الذي وجدناه يُثير مخاوف تتعلّق بالسلامة تجاه هذا المكمّل واسع الاستخدام، فإنّ دراستنا لا يمكن أن تُثبت علاقة سببية مباشرة. هذا يعني أنّ هناك حاجة إلى مزيد من البحث لاختبار سلامة الميلاتونين على القلب".
الميلاتونين وكيف يستخرجيُعتبر الميلاتونين الطبيعي الذي يُنتجه الدماغ هرمون تُفرزه الغدّة الصنوبرية استجابة للظلام، لمساعدة الجسم على الاستعداد للنوم.
يمكن استخراج الميلاتونين في المكمّلات من الغدد الصنوبرية لدى الحيوانات، أو إنتاجه صناعيًا عبر عملية كيميائية.
في الولايات المتحدة، يُباع الميلاتونين كمكمّل غذائي، لذا لا تخضع الشركات المصنّعة لمستوى التدقيق عينه الذي تفرضه هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على الأدوية، من حيث تدابير السلامة وعمليات الموافقة. هذا يعني أنّ مكمّلات الميلاتونين قد تحتوي على كميات أكبر بكثير من المادة الفعالة مقارنة بما هو معلن عنه، أو بما يحتاج إليه الجسم، وقد تحتوي أيضًا على إضافات خفية ضارة.
يعاني 10% من سكان العالم من أرق مزمن، ويُعرَّف بأنه يستغرق أكثر من 30 دقيقة للخلود إلى النوم أو للعودة إلى النوم حتى ثلاث مرات أسبوعيًا لأكثر من ثلاثة أشهر. ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الذاكرة، والطاقة خلال اليوم، والمزاج، والتفكير والتركيز، والأداء في العمل أو الدراسة، والحياة الاجتماعية.
قد يهمك أيضاً
يمكن للطبيب أن يساعد الشخص على تحديد ما إذا كان الأرق يحدث بمفرده أو بسبب عامل كامن مثل حالة طبية أو ظرف حياتي مُجهد، وبالتالي تحديد أفضل طرق العلاج، سواء عبر:
- تعديل روتين النوم،
- أو الخضوع لعلاج نفسي لمواجهة الضغط العاطفي أو الذهني،
- أو العلاج السلوكي المعرفي للأرق،
- أو تناول دواء،
- أو علاج حالة طبية.
قال المؤلفون إنّ مكمّلات الميلاتونين تُسوَّق غالبًا كمساعد نوم آمن، لكن لا توجد حتى الآن بيانات كافية عن سلامتها على المدى الطويل بالنسبة لصحة القلب والأوعية.
حلّل فريق البحث بيانات أكثر من 130 ألف بالغ ممن لديهم سجلات صحية داخل شبكة TriNetX Global Research Network، وهي قاعدة بيانات إلكترونية كبيرة دولية.
كان متوسط أعمارهم نحو 55 عامًا، وشكّلت النساء نسبة 61.4% من العدد الإجمالي. وتم تصنيف المشاركين الذين يستخدمون الميلاتونين بحسب سجلات الأدوية، وذلك لمدة تفوق العام ضمن مجموعة الميلاتونين، في حين صُنّف من لم يُذكر أنه يستخدم الميلاتونين ضمن مجموعة غير المستخدمين للميلاتونين.و
وأشار المؤلّفون وخبراء مستقلّون إلى أنّ هذه العوامل تطرح بعض القيود المهمة.
قد يهمك أيضاً
تتضمن قاعدة البيانات مرضى في دول يحتاج فيها الميلاتونين إلى وصفة طبية مثل المملكة المتحدة، ودول لا تحتاج إلى ذلك مثل الولايات المتحدة. لذلك، قد تتضمن مجموعة الضبط بالغين يتناولون الميلاتونين من دون وصفة، وهذا لن يظهر في سجلاتهم الطبية، وفق الدكتور كارلوس إيخيا، غير المشارك في البحث، في بيان صادر عن Science Media Centre. ويشغل إيخيا منصب رئيس اتحاد جمعيات طب النوم الإسباني.
وأضاف ننادي أنّ الباحثين لم يمتلكوا تفاصيل عن شدة أرق المشاركين، أو ما إذا كانوا يعانون من مشاكل صحية نفسية، و الأمرين يمكن أن يؤثرا على استخدام الميلاتونين وعلى مخاطر صحة القلب.
يرتبط الأرق بخطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية أعلى. كما أنّ اضطراب الإيقاع اليومي للجسم، الذي يلعب الميلاتونين دورًا فيه، ونقص النوم، يرتبطان باحتمالات أكبر لمشاكل قلبية وعائية تشمل فشل القلب.
وتشمل القيود الأخرى غياب معلومات حول الجرعة، بحسب بيان صادر عن مجلس التغذية المسؤول، وهو جمعية تجارية لصناعة المكمّلات الغذائية والأغذية الوظيفية. وأضافت الجمعية أنّ "عقودًا من الخبرة لدى المستهلكين ونتائج دراسات سريرية عدة تشير إلى أنّ المكمّلات ذات الجرعات المنخفضة ولفترات قصيرة آمنة للبالغين الأصحاء عند استخدامها وفق الإرشادات".
ولفت إيخيا إلى أنّ البحث يتحدّى نتائج دراسات سابقة، ضمنًا تحليل أُجري في مارس/ آذار لأربع دراسات وجد أنّ مكمّلات الميلاتونين حسّنت جودة الحياة ووظائف القلب لدى مرضى فشل القلب.
ويُعدّ الميلاتونين أيضًا مضادّ أكسدة، ومضادات الأكسدة تساعد على الحماية من تلف الحمض النووي الناتج عن الإجهاد التأكسدي، وهو خلل في التوازن بين الجذور الحرة ومضادات أكسدة في الجسم.
قبل تناول مساعدات النوميلجأ كثير من الأشخاص إلى الميلاتونين كحل قصير أو طويل الأمد لمشاكل النوم. لكن بالنسبة للبعض، ارتبط المكمل بآثار جانبية متنوعة تشمل:
- الصداع،
- والغثيان،
- والدوار،
- والنعاس،
- وآلام المعدة،
- والارتباك أو التشوّش،
- والرعشة،
- وانخفاض ضغط الدم،
- والانفعال،
- والقلق الخفيف،
- والاكتئاب.
وأشارت الدكتورة ماري-بيير سان-أونج، مديرة مركز التميّز لأبحاث النوم والإيقاعات اليومية بقسم الطب في جامعة كولومبيا، في بيان أخبار جمعية القلب الأمريكية إلى أنه "قبل اللجوء إلى المكمّلات، ينبغي التحدث أولًا مع طبيبك للحصول على تشخيص دقيق لمشكلة النوم، ثم مناقشة خطة العلاج المناسبة".
وأضافت: "على الناس أن يدركوا بأن الميلاتونين لا ينبغي تناوله بشكل مزمن من دون وجود مؤشر طبي واضح".
إقرأ المزيد


