إيلاف من بيروت: من المحطّات اللافتة التي شهدها موسم الصيف الأدبي في لبنان، إطلاق الشاعر والمربّي والمثقف منصور بديع أبو شقرا مجموعته الشعرية والفنية.

كثيرون من عارفي أبو شقرا ومقدّريه كانوا ينتظرون بتشوّق هذه المناسبة التي تضافرت ظروف متعددة وقاهرة على تأجيلها حتى الصيف المنقضي. إلا أن الثمرة التي أينعت خلال احتفال حاشد على مسرح "المكتبة الوطنية" في بلدة بعقلين، حاضرة الشوف، بحضور جمع من الفعاليات الثقافية والأدباء والشعراء والأهل والأصدقاء الكثر، كانت تستحق الانتظار الطويل نسبياً.

المجموعة ضمّت خمسة كتب، هي: "جمّول - معتقل الخيام" (رواية)، و"بَسَم" (الديوان الشعري)، و"نسم الأغاني" (خواطر)، و"مدينة الحاكم – الهيكل" (مسرحيتان)، و"الرقصة الأخيرة" (أغانٍ). وهي من إصدار دار فواصل للنشر، ولقد نُظِّم الاحتفال بإطلاقها بهِمّة منتدى شهرياد وبرعاية وزارة الثقافة اللبنانية.

واشتمل برنامج الاحتفال على عدد من الكلمات والمداخلات والفقرات، بينها كلمة للأستاذ غازي صعب، مدير "المكتبة الوطنية" في بعقلين ممثلاً لوزارة الثقافة اللبنانية، ومداخلة للدكتور طارق الزين، ومداخلة من الشاعر سلمان زين الدين، وكلمة ألقتها الشاعرة والكاتبة والإعلامية هالة نهرا باسم منتدى شهرياد. كذلك كانت هناك وقفة فنية مع مقطوعة عزف على آلة الكلارينت مع الفنان طارق بشاشة.

أما بلدة عمّاطور، مسقط رأس الشاعر المُحتفى به والمعقل الثقافي الشوفي العريق، فقد حرصت على المشاركة بتكريم ابنها، المشارك لعقود في حياتها التعليمية والثقافية والفنية.

واستعرض رئيس بلدية عماطور، الشاعر عبد الله عبد الصمد، المسرحيات التي ألّفها منصور أبو شقرا وأدّى أدوارها أبناء وبنات النادي الاجتماعي الرياضي في عماطور، بجانب عرض إحداها "مدينة الحاكم" في مهرجانات بيت الدين، قبل أن يتكلم عن إنجازات أبو شقرا المثقف والمربّي ومدير المدرسة العريقة (أُسّست عام 1926) وما قدّمه لبلدته عماطور.

كما شارك الفنان أسامة أبو شقرا بشهادة فنية عن قصائد الشاعر التي لحن وغنى عدداً منها، ونوّه بإصدار مجموعة من أغانٍ للأطفال جرى اعتمادها في المناهج التعليمية الرسمية في لبنان. وكانت هناك أيضاً كلمة من الشاعر وجدي عبد الصمد اختتمها بقصيدة للمحتفى به.

وأخيراً، بحضور العائلة والأهل والأصدقاء، شكر أبو شقرا كل من أسهم في المناسبة، وقدّم كتبه الخمسة للحضور في أجواء احتفالية، وجرى تكريمه بدرع منتدى شهرياد الثقافي.

(من "بسم – الديوان الشعري")

أكمَلُ الحُسنِ جمالٌ وَمَضا
قَمرٌ عنهُ وشاحاً نفَضا

كالهَوىَ، مِن نظرةٍ فازَ بهِ
قلْبُ صادٍ لارتِواءٍ نبضا

أنتِ يا مّن أسَرتْ قلبي غِوىً
وعُلاها ما انثنىَ أو خَفضا

***

يا شعرُ مَن للهوىَ خيرٌ لمُنعتقِ
إلّاكَ، تسْمو، ...تحثُّ البدرَ أن أفِقِ

تشتاقُكَ النَّفسُ وجداناً، أسائلُها
عِند اكتحالِ الهوىَ من رجْفةِ العبَقِ

ما لي يُعانِدني الإلهامُ ، أرشفهُ
مِن ضَوعةِ الطيبِ، من إشراقِهِ الألقِ

***

جُرحٌ على الشرقِ لاحَ الفجرُ مٌُختَضبا
وأبحرَ اللونُ ناراً تُلهِبُ السُّحُبا

أبناؤه نَحن، هذا الجرحُ!...من دمِنا
خَطّ الرسالةَ أمّاً، والإباءَ أبا

أتعتبينَ؟ وجمْرُ النزْفِ يكتُبُني...
إذا جفا الوحيُ منكِ الثغرَ والهُدُبا