س-ن-ن بالعربية - 10/25/2025 12:36:04 PM - GMT (+3 )

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تحظى ألعاب تدريب الدماغ بشعبية كبيرة، لكن الإجابة على ما إذا كانت تحدّ من التدهور المعرفي لا زالت محلّ نقاش. إذ تباينت الدراسات خلال السنوات الأخيرة، بين التأييد والرفض من دون التوصل إلى نتيجة قاطعة.
وقد بدأ الكثيرون بممارسة لعبة الكلمات "Wordle"، أو بحل الكلمات المتقاطعة، لكن هذه التحديات الذهنية لا تبدو أنها تحسّن الإدراك العام، بحسب الدكتور سانجاي غوبتا، كبير المراسلين الطبيين لدى CNN.
وقال غوبتا: "ما تبرع فيه الكلمات المتقاطعة وألعاب الكلمات أنها تجعلك على الأرجح أفضل في حلّ الكلمات المتقاطعة وألعاب الكلمات".
وأضاف: "غالبًا ما يستخدم الناس تمارين تدريب الدماغ على أمل تقليل خطر الإصابة بالخرف. والحقيقة هي أنه لا توجد الكثير من البيانات التي تشير إلى أن هذا الأمر يُقلّل فعليًا من خطر الإصابة بالخرف".
قد يهمك أيضاً
لكن هناك تطوّر جديد في هذا اللغز العلمي، فبحسب تجربة سريرية جديدة، قد يعتمد نجاح تدريب الدماغ في إبطاء التدهور المعرفي على نوع اللعبة وكيف تؤثر على بعض الناقلات العصبية في الدماغ.
الأسيتيل كولين.. ما هو؟وتشير الأبحاث الجديدة إلى أن ألعاب الدماغ التي تركز على تعزيز الانتباه وتحسين سرعة المعالجة، مثل لعبة "Double Decision" و"Freeze Frame"، يبدو أنها تحافظ على مستوى الأسيتيل كولين، وهو ناقل عصبي رئيسي.
ويعمل الأسيتيل كولين "كمفتاح يجعل الدماغ أكثر يقظة، وتركيزًا، وانتباهًا"، حسب ما ذكر إتيان دي فيلير-سيداني، الباحث الرئيسي في الدراسة وأستاذ مساعد بقسم الأعصاب وجراحة الأعصاب في جامعة ماكغيل في ولاية مونتريال الكندية.
وقال الدكتور مايكل ميرزينيش، أستاذ فخري في جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، والمؤسس المشارك لشركة Posit Science والعالم الرئيسي فيها، وهي شركة تدريب دماغي ربحية: "عندما يتم تنشيط الأسيتيل كولين، يتغير نشاط الدماغ بأكمله".
قد يهمك أيضاً
وفي مجال اللدونة العصبية، يعد ميرزينيش أحد الرواد المخضرمين. إذ حصل وعالمان آخران على جائزة كافلي المرموقة في علوم الأعصاب العام 2016، لاكتشافاتهم الثورية التي أثبتت أن دماغ الإنسان البالغ قادر على التغير والتكيّف وتشكيل وصلات عصبية جديدة طوال الحياة.
وقبل هذه الاكتشافات، كان يُعتقد أن الدماغ لا يمكنه التغير أو التجدد بعد مرحلة معينة من بداية سن الرشد.
وقال ميرزينيش: "هذه أول دراسة بشرية توثّق زيادة في تنظيم إنتاج الأسيتيل كولين، وهو عنصر أساسي للحفاظ على لدونة الدماغ مع التقدم في العمر".
وأضاف ميرزينيش:"هذه دراسة مهمة لأن التدريب أحدث تأثيراً واسع النطاق في الدماغ، ولم يقتصر على مجموعة محدودة من العمليات التي تم التدريب عليها. نحن نتحدث عن تغير كيميائي فيزيائي جوهري نعلم أنه يلعب دوراً مهماً في صحة الدماغ".
الوقاية من التدهور المعرفيوأشار طبيب الأعصاب الوقائي ريتشارد آيزاكسون، وهو مدير الأبحاث في معهد الأمراض التنكسية العصبية في بوكا راتون بولاية فلوريدا، إلى أن هذا الاكتشاف يضاف إلى المعرفة الحالية حول طرق الوقاية من التدهور المعرفي.
ومن الطرق المثبتة علميًا لتعزيز القدرات الدماغية والصحة العامة:
- اتباع نظام غذائي متوازن،
- وتحسين النوم،
- وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
كما أظهرت الأبحاث أنّ تحفيز الدماغ بطرق جديدة يبني ما يُعرف بالاحتياطي المعرفي، أي قدرة الدماغ على الحفاظ على وظائفه رغم التقدم في السن، أو الإصابة، أو المراحل المبكرة من المرض.
قال آيزاكسون:"لا توجد حبة سحرية واحدة للوقاية من الخرف، لكن مجموعة من التدخلات يمكن أن تساعد الناس على التحكم في معركتهم ضد الزهايمر. وبناءً على العلم، أوصي باستخدام اختبارات BrainHQ هذه كجزء من خطة التحفيز المعرفي، إلى جانب تعلم لغة جديدة، أو العزف على آلة موسيقية جديدة، أو ممارسة هواية مثل الرقص أو التصوير".
الألعاب التي لعبها المشاركوننُشرت الدراسة الثلاثاء في دورية JMIR Serious Games المتخصصة في أبحاث الألعاب، حيث تم اختيار 92 شخصاً من كبار السن الأصحاء نسبياً من مقاطعة كيبيك الكندية بشكل عشوائي، وقُسّموا إلى مجموعتين. طُلب من كل مجموعة القيام بتدريب يومي للدماغ لمدة 30 دقيقة على مدى 10 أسابيع.
- مجموعة التحكم لعبت لعبتي "سوليتير" (Solitaire) و"Bricks Breaking Hex"، وهي لعبة تتطلب كسر الطوب بألوان متشابهة.
- مجموعة التدخل لعبت "Double Decision" و"Freeze Frame" من الألعاب المخصصة لتدريب الدماغ BrainHQ، التي تزداد صعوبة كلّما تحسّن أداء اللاعب.
قد يهمك أيضاً
وفي لعبة "Freeze Frame"، يُعرض للمشارك هدف معين، ثم تُعرض سلسلة من الصور، ويجب عليه الضغط على "لا" لكل صورة غير صحيحة. أما في "Double Decision"، فتعرض بسرعة صورة واحدة من سيارتين في صحراء مع لافتة Route 66 في موقع عشوائي على الشاشة. يجب على اللاعب النقر بسرعة على السيارة الصحيحة وموقع اللافتة.
بحسب النتائج، شهدت مجموعة التدخل زيادة بنسبة 2.3% في تنظيم إنتاج الأسيتيل كولين بعد 10 أسابيع من التدريب عالي السرعة، لا سيّما في مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة واتخاذ القرار، حسب ما ذكره طبيب التصوير الوظيفي الدكتور راج أطاريوالا، المدير الطبي لمركز AIM للتصوير الطبي في فانكوفر، غير المشارك في الدراسة.
وهذا التحسّن يعادل تقريباً التراجع الطبيعي بنسبة 2.5% في الأسيتيل كولين الذي يحدث مع كل عقد من العمر. في المقابل، لم تُظهر مجموعة التحكم أي فائدة كبيرة.
رغم أن هذه الدراسة تمثل تقدماً علمياً مهماً، إلا أنه من المبكر إصدار استنتاجات نهائية.
من جانبه، قال الباحث في ألعاب الدماغ آرون سايتز، الأستاذ في جامعة نورث إيسترن ببوسطن، غير المشارك في الدراسة:"العمل لا يزال في مراحله المبكرة، وحجم التأثيرات صغير. سيكون من المهم أن يقوم باحثون آخرون بتكرار هذه النتائج قبل أن نتمكن من التأكد من أن إنتاج الأسيتيل كولين يزداد بفعل هذا النوع من التمارين الحاسوبية".
إقرأ المزيد


