دبي الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- موسم  فيروسات الجهاز التنفسي والأخطار المرافقة له بدأ في الأفق، مثل "كوفيد-19"، والإنفلونزا، والفيروس المخلوي التنفسي (RSV).

تتوقع المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) أن تكون ذروة حالات الاستشفاء خلال موسم خريف وشتاء 2025-2026 لأمراض الجهاز التنفسي مشابهة لما كانت عليه خلال الموسم الماضي بسبب الفيروسات الثلاث المذكورة أعلاه.

لكن هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتقليل خطر إصابتك بمرض شديد، ويلعب التطعيم دورًا رئيسيًا في ذلك.

وقال الأستاذ المساعد بطب الأسرة والمجتمع في كلية بايلور للطب بأمريكا، الدكتور مايك رين: "إحدى الأسئلة أو التعليقات التي أتلقاها باستمرار من مرضاي هي: تلقيت لقاح الإنفلونزا العام الماضي، أو تلقيت لقاح كوفيد العام الماضي، ومع ذلك أُصبت بكورونا، أو بالإنفلونزا. ما المشكلة؟". 

من ثم تابع: "ما أقوله لهم هو إنه إذا تلقيتُ لقاح الإنفلونزا وعَطَس شخص مصاب بالإنفلونزا في وجهي وكنتُ على اتصال مباشر به، فقد أُصيب بالمرض، لكن ستكون أعراضه أخف بكثير".

وأضاف: "اللقاحات ليست وسيلة للوقاية من الأمراض فحسب، فهي تحميك من الإصابة بنوعٍ حاد من المرض قد يُؤدي إلى الاستشفاء أو ما هو أسوأ. الإنفلونزا و’كوفيد-19‘ لا يزالان يُسببان وفيات كبيرة في البلاد سنويًا".

إليك ما يجب معرفته حول الحصول على لقاحات "كوفيد-19"، والإنفلونزا، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي لهذا الموسم.

تنصح مراكز مكافحة الأمراض أن يتلقى من تبلغ أعمارهم 6 أشهر وما فوق، بمن فيهنّ الحوامل، استشارة مقدم الرعاية الصحية للحصول على لقاح "كوفيد-19" المُحدّث هذا الموسم. 

يُعد هذا تحولاً عن الحملة الأوسع نطاقًا في السنوات السابقة التي أوصت بحصول معظم الناس على لقاح كورونا.

توصي أخصائية طب الأسرة في "Emory Healthcare" والأستاذة المساعدة بكلية الطب في جامعة إيموري بأمريكا، الدكتورة سارة دوبونت، بتلقي اللقاح في أكتوبر/تشرين الأول أو أوائل نوفمبر/تشرين الثاني.

وقالت دوبونت: "(أنصح بتلقي اللقاح) قبل عيد الشكر ببضعة أسابيع على الأقل، لضمان حمايتك خلال العطل. ومع ذلك، إذا كنت قد أُصبت بعدوى كوفيد-19 في الآونة الأخيرة، فمن الأفضل تأجيل تلقي الجرعة المعزَّزة لأن مناعتك قد تعزّزت بالفعل نتيجةً لذلك".

وفقًا لدراسة أجريت على قدامى المحاربين الأمريكيين ونُشرت الأربعاء في مجلة "New England" الطبية، تبيَّن أن لقاحات "كوفيد-19" المُحدثة العام الماضي فعّالة بنسبة 39% تقريبًا ضد حالات الاستشفاء الناجمة عن الفيروس، وبنسبة 64% ضد الوفيات.

وقال مدير مركز أبحاث الفيروسات واللقاحات في مركز "بيث إسرائيل ديكونيس" الطبي، الدكتور دان باروش: "تؤدي لقاحات كوفيد-19 دورًا أفضل في الوقاية من المرض الشديد مقارنةً بالوقاية من العدوى الخفيفة، وبالتالي فإن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض الشديد يستفيدون من الجرعات المعزَّزة بشكلٍ أكبر". 

يمكن تلقي لقاحات "كوفيد-19" ولقاح الإنفلونزا الموسمية في الوقت ذاته، إذا فضّل الأشخاص الحصول على كليهما في آنٍ واحد.

ينبغي على معظم الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 6 أشهر فما فوق الحصول على لقاح الإنفلونزا كل موسم، بحسب مراكز مكافحة الأمراض.

يحتاج معظم الناس إلى جرعة واحدة فقط من لقاح الإنفلونزا كل عام. لكن ينبغي على بعض الأطفال الذين يتلقون اللقاح لأول مرة الحصول على جرعتين، بفاصل يبلغ أربعة أسابيع بينهما.

لن تتّضح فعالية لقاح الإنفلونزا لهذا الموسم إلا بعد نهايته. 

لكن تُقدِّر مراكز مكافحة الأمراض أن فعالية اللقاح تراوحت بين 42% و56% لدى البالغين خلال موسم 2024-2025 لفيروسات الجهاز التنفسي.

وقال طبيب أمراض الرئة والعناية المركزة في جامعة جونز هوبكنز بأمريكا، والمتحدث باسم جمعية الرئة الأمريكية، الدكتور باناجيس غالياتساتوس: "أوصي عادةً بمحاولة الحصول على اللقاح قبل أسبوعين من عيد الشكر بالحد الأدنى لتعزيز المناعة، لأن عدوى الإنفلونزا تبدأ بقوة في شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول، وقد تستمر أحيانًا حتى يناير/كانون الثاني، وفبراير/شباط، ومارس/آذار".

يُوصى باللقاح للبالغين الذين تبلغ أعمارهم 75 عامًا وما فوق، وكذلك لمن تتراوح أعمارهم بين 50 و74 عامًا ويعانون من خطر متزايد للإصابة بأعراض شيدة، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض. 

تشير التقديرات إلى أنّ جرعة واحدة من لقاح الفيروس المخلوي التنفسي توفر حماية من المرض لعامين على الأقل لدى كبار السن.

لحماية الرضّع من المرض الشديد، يمكن للأمهات تلقي اللقاح أثناء الحمل، ويمكن منحه للأطفال بعد الولادة على شكل حقنة بالأجسام المضادة.

إلى جانب تلقي اللقاح، أفاد باروش أنّه ينبغي على الأشخاص البقاء في منازلهم عند الإصابة بالمرض لتجنب نشر العدوى.

وقال: "إذا رغبوا بحماية أنفسهم بشكلٍ أكبر، فيمكنهم تجنب الأماكن المغلقة المزدحمة خلال فصل الشتاء".

كما أضاف: "يُتاح للأشخاص دومًا خيار ارتداء الكمامة إذا رغبوا بذلك، لحماية أنفسهم والآخرين".

وبما أنّ الفيروسات الثلاث قد تنتشر عبر الرذاذ التنفسي، قال رين إن "تنظيف اليدين بشكلٍ جيد، أي غسلهما وتعقيمهما بشكلٍ متكرر، أمر بالغ الأهمية".