الالتزام بالحمية المتوسطية وممارسة الرياضة يحميان من مرض السكري من النوع الثاني
س-ن-ن بالعربية -

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وجدت دراسة جديدة أن اتباع نظام غذائي متوسطي منخفض السعرات الحرارية، إضافةً لممارسة الرياضة، والحصول على الدعم الغذائي ساهم في منع الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة المفرطة (تتراوح أعمارهم بين 55 و75 عامًا) من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

قال المؤلف المشارك في الدراسة وأستاذ التغذية وعلم الأوبئة ورئيس قسم التغذية في كلية "هارفارد تي إتش تشان" للصحة العامة في بوسطن بأمريكا، الدكتور فرانك هو: "تُظهر دراستنا أن التغييرات البسيطة والمستدامة في النظام الغذائي ونمط الحياة يمكن أن تمنع الملايين من حالات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني حول العالم".

ووفقًا للدراسة المنشورة في 25 أغسطس/آب بمجلة "Annals of Internal Medicine"، فإن الذين قللوا من سعراتهم الحرارية اليومية باتباع النظام الغذائي المتوسطي، ومارسوا تمارين رياضية يومية معتدلة الشدة، مع تلقيهم أيضًا دعمًا متخصصًا لفقدان الوزن تمتعوا بانخفاض في خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 31%، مقارنةً بمن اتبعوا النظام الغذائي المتوسطي فحسب.

ويرى هو أنّ هذا الانخفاض "ربما يكون نتيجةً لمزيج من عدة عوامل، وهي تحسين جودة النظام الغذائي، وزيادة النشاط البدني، وفقدان الوزن بشكل طفيف"، بحسب ما ذكره لـCNN.

وأضاف: "شهدت المجموعة التدخلية أيضًا انخفاضًا ملحوظًا في نسبة دهون الجسم، والأهم من ذلك، انخفاضًا في الدهون الحشوية (دهون البطن)، وتحسنًا ملحوظًا في مؤشر كتلة الجسم".

وصرّح أستاذ الطب في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا، ومدير مجموعة أبحاث دراسات التغذية في مركز ستانفورد لأبحاث الوقاية الذي لم يشارك في الدراسة، كريستوفر غاردنر، أنّ نتائج الدراسة بدت "مملة" للوهلة الأولى.

وذلك لكون تقليل السعرات الحرارية، واتباع نظام غذائي نباتي غني بالدهون الصحية، وممارسة الرياضة عوامل معروفة بإمكانيتها في الوقاية من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بحسب ما كتبه غاردنر في رسالة عبر الإلكتروني.

ولكن في الحقيقة، كانت  نتائج الدراسة "مذهلة للغاية"، على حدّ تعبيره، وشرح: "لقد اعتدتُ في دراسات مماثلة أخرى على ملاحظة تلاشي التغييرات تدريجيًا بعد مرور عام واحد، فمعظم الناس لا ينجحون في تحقيق هذه التغييرات، وإذا حدث ذلك، فهم لا ينجحون في الحفاظ عليها".

ومع ذلك، قال غاردنر إنّ الالتزام المستمر بالنظام الغذائي المتوسطي منخفض السعرات الحرارية والنشاط البدني اليومي سمح للمشاركين في الدراسة الجديدة بالحفاظ على انخفاض وزن الجسم ومحيط الخصر.

وأكّد: "الأمر المذهل هو الالتزام بهذه التغييرات لست سنوات، مع انخفاض كبير في حالات الانتكاس".

الدعم طويل الأمد يساعد على الالتزام

يُعد هذا البحث جزءًا من تجربة سريرية عشوائية مستمرة لمدة ثماني سنوات في إسبانيا تُدعى "Predimed-Plus"، حيث اختبر 23 مركزًا بحثيًا كيف يمكن للنظام الغذائي وممارسة الرياضة أن يقللا من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى حالات صحية أخرى.

كان لدى جميع المشاركين، البالغ عددهم 6،874 مشاركًا، مؤشرات كتلة جسم تتراوح بين 27 (يُصنَّف كزيادة في الوزن من الناحية الطبية) و40 (يُصنَّف كسمنة مفرطة).

وفي حين لم يُشخَّص أي من المشاركين بداء السكري من النوع الثاني في بداية الدراسة، إلا أن جميعهم كانوا يعانون من متلازمة الأيض، والتي تُعرَّف بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر في الدم، وتغير مستوى الكوليسترول، وزيادة الدهون حول الخصر.

وتُعَدُّ المتلازمة عامل خطر معروف لمقاومة الأنسولين، وبالتالي الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لاحقًا، بالإضافة إلى تراكم اللويحات في الشرايين، ما قد يؤدي إلى أمراض القلب والسكتات الدماغية.

طُلب من نصف المجموعة اتباع نظام غذائي متوسطي مع تقليل السعرات الحرارية بنسبة 30%، أي حوالي 600 سعر حراري يوميًا، والحد من تناول السكر المضاف، والمخبوزات والحبوب المكررة، والزبدة، والقشدة، واللحوم المصنعة، والمشروبات المحلاة.

تم تصميم النظام الغذائي بحيث تشكل الدهون الصحية ما بين 35% إلى 40% من السعرات الحرارية اليومية، وتشكل الكربوهيدرات الصحية ما بين 40% إلى 45%، والبروتين 20%.

وقال هو: "تم تزويدهم بلتر واحد من زيت الزيتون البكر الممتاز مجانًا شهريًا لدعم التزامهم بالنظام الغذائي المتوسطي، الذي يُركِّز على الدهون الصحية".

وبشكلٍ عام، خلال فترة المتابعة التي استمرت ست سنوات، لم يكن فقدان الوزن كبيرًا جدًا، إذ بلغ حوالي 3% إلى 4% فقط في المجموعة التدخلية، وفقًا لهو.

ولكنه أضاف: "مع ذلك، أظهر ذلك أن فقدان الوزن البسيط، إلى جانب اتباع نظام غذائي صحي، يمكن أن يُحقق فوائد كبيرة على المدى الطويل في الوقاية من داء السكري".

كما طُلب من المجموعة التدخلية زيادة مدة التمارين الهوائية إلى 45 دقيقة يوميًا، لستة أيام على الأقل في الأسبوع، إلى جانب ممارسة تمارين لتحسين القوة والمرونة والتوازن.

قد يهمك أيضاً

وتلقت المجموعة التدخلية مساعدة من أخصائيي تغذية مدربين ثلاث مرات شهريًا خلال السنة الأولى، وجلسات جماعية شهرية، وجلسات فردية كل ثلاثة أشهر، ومكالمتين هاتفيتين كل ثلاثة أشهر على مدار السنوات الخمس التالية. تضمنت التدريبات كيفية مراقبة الذات ووضع الأهداف.

أمّا المشاركون المتبقون، الذين شكلوا مجموعة التحكم، فقد تلقوا أيضًا إمدادات شهرية من زيت الزيتون، ولكنهم لم يتلقوا سوى نصائح عامة متعلقة بالتغذية والتمارين مرتين سنويًا عبر جلسات جماعية. ولم يكن لديهم قيودا على السعرات الحرارية، ولا برنامجًا للنشاط البدني، أو أهدافًا لإنقاص الوزن.

قد يهمك أيضاً



إقرأ المزيد