س-ن-ن بالعربية - 6/8/2025 10:27:05 AM - GMT (+3 )

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما تستيقظ على صوت المنبّه المزعج، من الطبيعي أن تميل إلى الضغط على زر الغفوة (snooze button) لتسرق بضع دقائق نوم إضافية.. لتصبح عبارة "خمس دقائق فقط" طقسًا صباحيًا شبه يومي. فهل من ضرر متأتي عن ذلك؟
في الواقع، ثمة جدل متزايد حول هذه العادة الصباحية، ومدى قدرتها على إفساد يومك بهدوء من دون أن تلاحظ.
من الجهة المناهضة لعادة "الغفوة"، تشير عالمة النوم الدكتورة ريبيكا روبينز إلى أنّ منبّه الغفوة (snooze alarm) قد يكلّفنا في الواقع جزءًا من نومنا.
وقالت روبينز، العالمة المساعدة بقسم اضطرابات النوم والساعة البيولوجية في مستشفى بريغهام والنساء: "قد يقطع المنبّه الأول مراحل النوم الحيوية، وأي نوم بعد الضغط على زر الغفوة سيكون متقطعًا على الأرجح وذات جودة منخفضة".
قد يهمك أيضاً
وبحسب دراسة جديدة شاركت في تأليفها روبينز، اعتمدت على بيانات من تطبيق تتبّع النوم SleepCycle، يحصل الشخص العادي الذي يستخدم زر الغفوة على حوالي 11 دقيقة إضافية بعد الإنذار الأول. وهذا يعادل تقريبًا ليلة كاملة من النوم تُهدر كل شهر بسبب الغفوة.
أثناء النوم، يمر الدماغ بمراحل مختلفة من النشاط العصبي، ويهيمن نوم حركة العين السريعة (REM) على النصف الثاني من الليل، أي المرحلة التي يُعتقد أن معظم الأحلام تحدث خلالها. وتُعد هذه المرحلة مهمة جدًا للوظائف الإدراكية ولتثبيت الذكريات، بحسب روبينز، التي تشغل أيضًا منصب أستاذة مساعدة في الطب بمستشفى بريغهام والنساء.
وقالت روبينز: "عندما تضغط زر الغفوة، خصوصًا لبضع دقائق فقط، فمن غير المرجّح أن تعود إلى مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM)".
لكن من وجهة نظر مختلفة، هناك خبراء نوم آخرون مثل الدكتور جاستن فيالا، طبيب أمراض الرئة والعناية المركزة وطب النوم في معهد نورثويسترن كانينغ لأمراض الصدر، وأستاذ مساعد في نورثويسترن ميديسن، الذي يقول بعدم وجود إجماع حول ما إذا كان النوم الخفيف الذي نحصل عليه أثناء فترة الغفوة يعود بالضرر دومًا أكثر من الفائدة.
قد يهمك أيضاً
فمن جهة، فقدان النوم الجيّد، عوض الاستيقاظ لاحقًا بشكل منتظم، قد يزيد من خطر ضعف الأداء العقلي ويؤثر سلبًا على المزاج.
وقال فيالا، الذي يدير أيضًا عيادة النوم في CommunityHealth Chicago: "بالتأكيد، إذا كنت تشعر بأنك أكثر تعبًا وأسوأ حالًا بعد استخدام منبّه الغفوة، فإنني أوصي بالعودة إلى الاستيقاظ مباشرةً من دون استخدامه".
من جهة أخرى، قد يستفيد من هذه العادة من يمتلكون نمطًا زمنيًا (Chronotype) معينًا، يمثّل ميولًا طبيعية تتأثر بالعمر والعوامل الوراثية، وفق فيالا. وقد أشار إلى دراسة أُجريت العام 2023، وجدت أن الأشخاص "الليليين" (الذين يميلون إلى السهر) غالبًا ما يعتمدون أكثر على زر الغفوة.
وأضاف فيالا، أنّه "إذا كان نمطك الزمني ليليًا، لكن جدول عملك يفرض عليك الاستيقاظ عند الخامسة صباحًا، فإن ذلك يزيد من التنافر بين ما يميل إليه جسدك طبيعيًا وما يُطلب منك فعله".
بالنسبة لهؤلاء "الليليين"، قد تساعدهم فترة النوم الخفيف القصيرة التي يسبّبها زر الغفوة فعليًا على الانتقال من مراحل النوم العميق، التي قاطعها الإنذار الأول، إلى حالة اليقظة، بحسب فيالا. لكنه أضاف أن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهم هذا التأثير وحدوده بشكل أعمق.
ومهما كان نمطك الزمني، فإنّ فهم من يستفيد فعليًا من الغفوة، ومن لا يستفيد، قد يساعد على توجيه الطريقة المثلى لاستخدامها من دون الإضرار بالنوم أو الحالة العامة.
قد يهمك أيضاً
يؤكد معظم خبراء النوم على أهمية نوم البالغين بين 7 و9 ساعات كل ليلة من أجل التمتع بصحة جيدة، ورفاهية نفسية مستقرة. فالنوم الكافي يمكن أن يُقلّل أيضًا من الشعور بالتعب عند الاستيقاظ.
لكن انتظام مواعيد النوم لا يقلّ أهمية عن مدّته، بحسب كيمبرلي هون، أستاذة مساعدة بعلم النفس في جامعة ولاية واشنطن سبوكان.
وأوضحت هون أنه في مراحل النوم العميقة، تصل النبضات الكهربائية في الدماغ إلى نمط إيقاعي منتظم يختلف تمامًا عن الحالة غير المستقرة التي نكون عليها أثناء اليقظة. ومحاولة الاستيقاظ خلال هذه المراحل قد تقطع عمليات "الصيانة" الحيوية التي يقوم بها الدماغ، ما يؤدي إلى الشعور بآثار ضبابية تُعرف بـ خمول النوم (sleep inertia)، وهي حالة قد تستمر لبضع دقائق أو حتى ساعات بعد الاستيقاظ.
وقالت هون إنه عندما يعتاد الجسم على جدول نوم منتظم، فإن ذلك يُقلل من شدة خمول النوم عند الاستيقاظ. إذ يمكن للجسم أن يتأقلم مع مروره بمراحل النوم في أوقات متقاربة يوميًا، ما يضمن اكتمال دورات النوم قبل الاستيقاظ، وفي النهاية يُساعد على النوم بشكل أسرع أيضًا، لافتة إلى أنه "في العالم المثالي، لن نحتاج إلى الاعتماد على المنبّه إطلاقًا. كنا سنتمكن من النوم والاستيقاظ بشكل طبيعي، ونحظى بالطاقة طوال اليوم" .
قد يهمك أيضاً
قال فيالا إنه عادةً ما يوصي بعدم تغيير مواعيد النوم لأكثر من 30 دقيقة في الليلة الواحدة، حتى في عطل نهاية الأسبوع. وإذا اضطررت لتغيير جدول نومك، فمن الأفضل أن تقوم بذلك تدريجيًا وعلى مراحل.
تحسين روتينك الصباحيوبرأي روبينز أنّ من يستخدمون زرّ الغفوة أقل قد لا يمتلكون ببساطة رفاهية النوم بعد إنذار المنبّه.
قد تتطلب جداول العمل الصارمة من المسعفين أو فرق الطوارئ بدء نوباتهم في الوقت المحدد، أو قد يحتاج الأهل إلى تحفيز أطفالهم للخروج من المنزل والتوجه إلى حافلة المدرسة.
لهذا السبب، توصي روبينز الذين يرغبون بالتخلص من عادة الغفوة بوضع المنبّه الأول في وقت متأخر قدر الإمكان، وذلك لإدخال المزيد من القيود الزمنية في روتينهم الصباحي.
وقالت روبينز: "اسأل إن كان هناك أي شيء في روتينك الصباحي يمكنك الاستغناء عنه؟ أو ربما يمكنك إيجاد طريقة للقيام به بشكل أسرع"؟ كما يمكن أن تعني عادة الغفوة أنك تفقد وقتًا ثمينًا يمكن استغلاله في إضافة عادات تعزز اليقظة في صباحك.
قد يهمك أيضاً
وأشارت روبينز إلى أنّ الأشخاص الذين يستخدمون زر الغفوة بشكل مفرط في دراستها قضوا حوالي 22 إلى 27 دقيقة إضافية في الراحة بعد الإنذار الأول، وهي فترة كان يمكن استغلالها في التمدد، أو كتابة اليوميات، أو تحضير إفطار مغذٍ.
فبرأي روبينز: "نتحدث كثيرًا عن طقوس الاسترخاء قبل النوم وروتين النوم الليلي، لكنني أعتقد أن الطقوس الصباحية أيضًا رائعة لمساعدتك على بدء يومك بحماس"، مضيفة أنه "من المهم أن تجد شيئًا تتطلع إليه، سواء كان اجتماعًا صباحيًا، أو تحضير كوب من القهوة، أو أي شيء يساعدك على التحفيز، ويشجعك على النهوض من السرير".
كما قالت هون إن ضبط المنبّه ليتزامن مع شروق الشمس والسماح للضوء الطبيعي بالدخول عبر نوافذك في الصباح يمكن أن يساعد على إرسال إشارة لجسمك للاستيقاظ.
إقرأ المزيد