س-ن-ن بالعربية - 6/7/2025 10:28:07 AM - GMT (+3 )

ملاحظة المحرّر: ديبورا فارمر كريس، اختصاصية في نمو الطفل، ومؤلفة كتاب: "تربية التائقين إلى الدهشة: كيف تساعد علوم الانبهار على نمو أطفالنا وازدهارهم؟" (Raising Awe-Seekers: How the Science of Wonder Helps Our Kids Thrive). ويمكنك متابعة أعمالها على منصة Parenthood365.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أمضيتُ السنوات الأربع الماضية، في البحث عن كيفية دعم شعور الدهشة لدى الأطفال فيما أؤلّف كتابي الأول الموجّه للبالغين، بعنوان:"تربية التائقين إلى الدهشة: كيف تساعد علوم الانبهار على نمو أطفالنا وازدهارهم؟".
تشير الأبحاث الصادرة عن مركز العلوم من أجل الخير الأكبر (مركز بحثي يُعنى بدراسة علم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم الأعصاب المتعلق بالرفاه) في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، إلى أنّ الدهشة تدعم صحتنا النفسية والجسدية والعاطفية.
قد يهمك أيضاً
فالانبهار أو الدهشة يدفعان الفرد كي يكون أكثر لطفًا وتواضعًا، كما يُساهمان في تهدئة الضجيج الذهني، وتعزيز الفضول، والشعور بالترابط مع الآخرين. وقد تبيّن أيضًا أنّ لهذين الشعورين قدرة على خفض مؤشرات التوتر والالتهاب في الجسم.
ويُحب داشر كيلتنر، باحث الدهشة، وأستاذ علم النفس المتميّز في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، القول: "لا تستهينوا بقوة القشعريرة".
من السهل التحدّث عن الأطفال الصغار وشعور الدهشة، مثل اتّساع عينيّ طفل في الثالثة من عمره عندما يعثر على عش طائر. لكن ما يثير اهتمامي أكثر هو كيف يمكن لهذا الشعور أن يدعم المراهقين اليوم.
نحن نعلم أنّ الكثير من المراهقين يعانون من التوتر، والانشغال الزائد، والشعور بالوحدة، والانغماس المفرط في الشاشات. وهم أيضًا في مرحلة من عمرهم تتّسم بـتطور دماغي سريع، وحساسية عاطفية مرتفعة، ما يجعلهم مهيّئين تمامًا لتجربة شعوري الدهشة والانبهار.
في ما يلي ثلاث طرق لمساعدة المراهقين على الوصول إلى هذا الشعور الواقي الذي قد يوقظ إحساسك الشخصي بالدهشة أيضًا ربما:
1. فكّر فيما يُشعل حماسة ابنك أو ابنتكيمرّ المراهقون في بدايات هذه المرحلة بمحطة تكوين الهوية. ما كان يُسعدهم في الصف الخامس قد لا يعنيهم بحلول الصف الثامن. لذا تُعتبر مرحلة المراهقة الوقت المناسب كي يكتشفوا بأنفسهم ما يناسبهم حقيقة، ويقرّروا ما يرغبون به.
رغم أنّ هذه المرحلة من التغيّر السريع طبيعية وضرورية، إلا أنها قد تكون مربكة لكل من الوالدين والمراهقين على حد سواء. كنت أُدرّس في المدرسة الإعدادية وغالبًا ما كنت أسمع الأهالي يعبرون عن حيرتهم كالتالي: "لم أعد أعرف طفلي بعد الآن".
قد يهمك أيضاً
ماذا لو استبدل الأهل شعور الحيرة هذا بمصطلح "الفضول الجذري"؟
عرّفني طبيب النفس في جامعة هارفارد، الدكتور روبرت والدينغر، على هذه العبارة كممارسة للأمومة الواعية. كأن تنظر إلى طفلك وتطرح على نفسك السؤال التالي: "ما الأمر الواحد الذي لم ألحظه به من قبل؟". وقد تكون الإجابة أي شيء، وفق ما قال لي، حتى الطريقة الجديدة التي يمشّط بها شعره.
الفضول الجذري يساعدنا أيضًا على التفاعل مع الأمور التي تثير دهشتهم، خصوصًا عندما يتغيّر هذا الاهتمام من شهر لآخر.
كأن نسأل ما الذي يثير حماستهم هذا الشهر؟ وعندما ندرك الإجابة، نسعى لتغذيتها. لذا على الأهل ملاحظة ما يثير دهشة أطفالهم المراهقين، وما الذي يمنحهم القشعريرة، أو يوسّع أذهانهم بطرق جميلة. وعلى هذا النحو، نتعلّم المزيد عن هويتهم الحالية وما قد يصبحون عليه مستقبلًا. وحين نولي اهتمامًا بمصادر دهشتهم، فإننا نُثبّت تجاربهم، ونشجّعهم على الاستمرار بالاستكشاف.
2. تواصل مع مصادر الدهشةأفضل ما في الدهشة أنها شعور عادي ومتيسّر للجميع. لا يتطلّب معدات مكلفة أو رحلة عائلية فاخرة. في الواقع، يصف كيلتنر الدهشة بأنها "عاطفة يومية" يمكننا الوصول إليها أثناء المشي الصباحي، أو أثناء التشجيع لفريقنا المحلي.
في العشرين سنة الماضية، درس الباحثون أنواع التجارب التي تثير مشاعر الدهشة.
- أبلغ الناس حول العالم عن شعورهم بهذه العاطفة أثناء استكشاف الطبيعة، والاستمتاع بالفن والموسيقى، والتأمل بالأفكار الكبيرة. وربما من المدهش أن أكثر مصدر شائع للدهشة اليومية جاء من مشاهدة الآخرين وهم يُظهرون اللطف والشجاعة. نحن نستلهم من الخير الإنساني.
- مصدر آخر للدهشة يرتبط تحديدًا بالمراهقين يُعرف بـ"الاندفاع الجماعي" (collective effervescence). وهو الشعور الناتج عن العمل مع الآخرين لتحقيق هدف مشترك، مثل الكهرباء التي تشعر بها وأنت تشجع وسط الحشد، أو تمرر كرة القدم لزملائك في المباراة الكبيرة، أو تغني مع جوقة. بالنسبة لأطفالنا، هو شعور بالانتماء إلى شيء أكبر منهم.
معرفة مصادر الدهشة هذه تُشكّل إطارًا ذهنيًا مفيدًا للأهل والمراهقين، ويمكن أن يساعدنا على البحث عن تجارب ذات معنى. لذا أين يمكننا رؤية الفن في مجتمعنا؟ وما هي الموسيقى التي تجلب الفرح لأطفالي حاليًا وهل يمكنني تشغيلها في السيارة عندما أوصلهم؟ وكيف باستطاعتنا التواصل أكثر مع مجتمعنا المحلي؟
وأي نادٍ أو رياضة قد تستحق التجربة؟ ومن هو الجار الذي يحتاج إلى مساعدتنا؟ وما هي بعض لحظات "الأخبار الجيدة" التي يمكننا مشاركتها معًا؟ وكيف يمكننا جميعًا الخروج إلى الهواء الطلق هذا الأسبوع، حتى ولو لبضع دقائق؟
يصنّف المراهقون كعلماء سلوك بشري بارعين. وإذا أردنا أن يشعروا بالمزيد من هذه العاطفة الإنسانية الرائعة، علينا أن نصبح بدورنا باحثين عن الدهشة ومشاركين بها أيضًا. لا أعني أننا بحاجة إلى التعامل مع الأمر بشكل مصطنع، فما من مراهق يحب سماع "دقيقة الأخبار الجيدة" اليومية من أمه أو أبيه. عوض ذلك، ابحث عن طرق تشارك بها بتلقائية تلك اللحظات الصغيرة من الدهشة التي تصادفها في حياتك.
هذا النوع من التبادل سيعزّز مشاعر الدهشة بينك وبين طفلك المراهق، لا بل سحفّزه على مبادلتك بالمثل بما يثير دهشته وللدهشة قد تكون المواضيع متقاربة.
إقرأ المزيد