الوطن نيوز - 10/16/2025 9:46:25 AM - GMT (+3 )

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قد تعهد له بالتوقف عن شراء النفط من روسيا. وأكد ترمب أنه سيسعى بعد ذلك لإقناع الصين باتخاذ الخطوة ذاتها، في تصعيد لجهود واشنطن لتجفيف إيرادات الطاقة عن موسكو.
أكبر المشترين على طاولة الضغط
تُعد الهند والصين أكبر مستوردين للخام الروسي المنقول بحراً، مستغلين الأسعار المخفضة التي اضطرت روسيا لتقديمها بعد أن تجنبت شركات التكرير الأوروبية الشراء وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
استهدفت إدارة ترمب مؤخراً الهند تحديداً بسبب مشترياتها من النفط الروسي، وفرضت رسوماً جمركية على الصادرات الهندية إلى الولايات المتحدة للضغط على نيودلهي لخفض وارداتها، كجزء من مساعي واشنطن لإجبار موسكو على التفاوض من أجل السلام.
ونقل ترمب عن مودي قوله: «لم أكن سعيداً بأن الهند تشتري النفط، ولقد أكد لي اليوم (مودي) أنهم لن يشتروا النفط من روسيا... هذه خطوة كبيرة. والآن سنعمل على جعل الصين تفعل الشيء نفسه».
نيودلهي لم تؤكد.. واليابان تتلقى الرسالة
لم يردّ على الفور مسؤولو السفارة الهندية في واشنطن على استفسارات بالبريد الإلكتروني بشأن ما إذا كان مودي قد قطع فعلاً هذا التعهد لترمب.
وفي تطور متزامن، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في وقت لاحق يوم الأربعاء إنه أبلغ وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو في اجتماع بواشنطن، بأن إدارة ترمب تتوقع من اليابان وقف استيراد الطاقة الروسية.
وأوضح بيسنت عبر منصة «إكس»: «ناقشت أنا والوزير كاتو قضايا مهمة تتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة واليابان، وتوقعات الإدارة بأن توقف اليابان استيراد الطاقة الروسية».
تحول هندي يغير قواعد اللعبة
تُعد روسيا المورد الأول للنفط للهند، حيث صدرت إليها 1.62 مليون برميل يومياً في سبتمبر (أيلول)، وهو ما يمثل نحو ثلث واردات البلاد النفطية. وعلى مدى أشهر، قاوم مودي الضغط الأميركي، ودافع المسؤولون الهنود عن هذه المشتريات باعتبارها حيوية للأمن الطاقي القومي.
وعلى الرغم من أن استيراد النفط من منتجين آخرين قد يُكلف الهند أكثر، إلا أن تراجع أسعار النفط العالمية قد يُخفف من هذا التأثير. يشار إلى أن العقود الآجلة لخام برنت سجلت يوم الأربعاء أدنى مستوى لها في خمسة أشهر وسط مخاوف من تزايد الفائض في السوق.
من شأن خطوة الهند بوقف الاستيراد أن تمثل تحولاً كبيراً من أحد أكبر زبائن الطاقة لموسكو، وقد يُعيد تشكيل حسابات الدول الأخرى التي لا تزال تستورد الخام الروسي. ويسعى ترمب لاستغلال العلاقات الثنائية لفرض عزل اقتصادي على روسيا، بدلاً من الاعتماد فقط على العقوبات المتعددة الأطراف.
«لا يمكن الإيقاف فوراً»
وفي تعليقاته، أضاف ترمب أن الهند لا يمكنها وقف الشحنات «فوراً»، واصفاً الأمر بأنه «عملية بسيطة، لكن هذه العملية ستنتهي قريباً».
ورغم الضغط على الهند، تجنّب ترمب إلى حد كبير ممارسة ضغط مماثل على الصين. فقد أدت الحرب التجارية التي تخوضها الولايات المتحدة مع بكين إلى تعقيد الجهود الدبلوماسية، حيث كان ترمب متردداً في المخاطرة بمزيد من التصعيد من خلال المطالبة بوقف واردات الطاقة الصينية من روسيا.
يُذكر أن ترمب فرض رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على الهند هذا الصيف بعد فشل البلدين في التوصل إلى اتفاق تجاري أولي، وأعقبت ذلك رسوم إضافية بنسبة 25 في المائة بسبب مشتريات البلاد من النفط الروسي. وقد استاءت الهند من هذه الخطوة لعدم فرض رسوم مماثلة على مشترين رئيسيين آخرين للنفط الروسي، مثل الصين أو تركيا.
إقرأ المزيد