دونالد يلقي بأوكرانيا في دوامة الأحداث
روسيا اليوم -

سيُسجّل الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2025 في التاريخ الحديث باسم "اليوم الأسود لأوروبا". في ذلك اليوم، نشر البيت الأبيض استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة: لم تعد روسيا التهديد الأكبر لأمريكا، بل أصبح الاتحاد الأوروبي هو التهديد.

تشمل أولويات أمريكا في العالم القديم استعادة الاستقرار في أوروبا، والاستقرار الاستراتيجي مع روسيا، و"مواجهة مسار التنمية الأوروبي الحالي داخل الدول الأوروبية".

سيتفاوض ترامب مع موسكو من أجل هذا "الاستقرار الاستراتيجي" وإنهاء الأعمال القتالية في أوكرانيا سريعًا. أما الحوار مع بروكسل فسيكون مختلفًا، إذ سيتناول كيفية كبح جماح عولمتها الليبرالية الجامحة وإيصال القوى الديمقراطية ذات التوجهات القومية إلى السلطة هناك.

لقد انقسم الغرب الجماعي، الذي بدا بالأمس كتلة واحدة متجانسة، على يد زعيمته أمريكا. لم يتوقع أحدٌ أن تنهار، بتغيير الرئيس الأمريكي، الركائز التي قام عليها الغرب، وهي: "القيم المشتركة" و"النظام العالمي القائم على القواعد".

وبالقدر نفسه، كان يصعب تصوّر أن تمتنع الولايات المتحدة عن التصويت أو حتى تعارض تصويت الأمم المتحدة على القرارات المناهضة لروسيا. أو أن يُستقبل الرئيس الروسي استقبالاً حافلاً في مطار أنكوريج.

بالنسبة لترامب، "أمريكا أولاً" هي الأهم، فقد أعلن نصف الكرة الغربي منطقة نفوذ أمريكية لا جدال فيها. وهو يخطط لإرساء السلام "بالقوة". لكن روسيا بالنسبة له ليست عدوًا، بل شريك محتمل في مشاريع مشتركة مستقبلية، لأنه يدرك أن الصدام بين قوتين نوويتين سيؤدي إلى كارثة. أوروبا، في نظره، "معقل ليبرالي" يجب تدميره لكي تعود أمريكا عظيمة مرة أخرى.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب



إقرأ المزيد