إيلاف - 12/30/2025 4:56:48 AM - GMT (+3 )
سهوب بغدادي
إن الإنسان كائن متفرد من نوعه، حباه الخالق بسمات ومميزات وعقل ومشاعر، مما يعكس شخصية فريدة لكل شخص على حدة، وما يجعلك أنت «أنت» هو مجموعة من المعطيات التي تلقيتها وتعرضت لها خلال فترة أو فترات من حياتك، من أبرزها:
العادات، فإن السلوكيات المتكررة التي يقوم بها الإنسان تجعله يتصرف لاحقًا بتلقائية دون تفكير، وتشكّل جزءًا كبيرًا من شخصيته اليومية.
كذلك، ردّة الفعل المتمثلة في الاستجابة الفورية للمواقف أو الأحداث، وتكشف عن طبيعة الشخص العاطفية والنفسية أكثر من كلامه في كثير من الأحيان، إضافة إلى كون الخوف يمثّل الدوافع الخفية وراء كثير من سلوكياتنا، فالإنسان أحيانًا يتصرّف بدافع الخوف أكثر من الرغبة، وينبع الخوف من الصغر وطريقة الثواب والعقاب، فيما يعد الارتباك أو التردد كحالة من عدم الوضوح الداخلي، التي تظهر عندما تتعارض المشاعر والأفكار والقيم مع المعطى الحالي، كما يبرز القرار والاختيار الذي يتخذه الإنسان بعد صراع داخلي مدى تأثره بالعادات والخوف وردّات الفعل والتجارب السابقة، أخيرًا، تعد البيئة مكون أساس في تشكيل الفرد كبيئة محافظة أو متفتحة، أو مجتمع مترابط نزولًا إلى تكوين الأسرة التي انحدر منها كالأسرة المفككة أو النووية أو الممتدة وما شابه، كل ذلك يعكس اللغة والهوية والمعاملات اليومية وطرق الأخذ والعطاء، وفي بعض الأحيان يشعر الشخص أن ذلك غير عادل، إلا أنه يظل هناك جوانب فردية يستطيع الشخص أن يحد منها أو يحسنها مع مرور الوقت والطرق الصحيحة، من علاج نفسي سلوكي، أو زيادة الوعي والمعرفة، أو ببساطة إيقاف التأثير الممتد من أجيال سابقة إلى ما بعدها.
إقرأ المزيد


