إيلاف - 12/30/2025 3:50:12 AM - GMT (+3 )
عبد الله سليمان الطليان
في القرآن الكريم آيات متعددة تتحدث عن القلب بشكل فردي وجماعي في إشارات مختلفة عن داخل النفس وأثره على السلوك في بعض المواقف مثل القسوة، والذي يقرأ القرآن وعنده حضور قلب عميق وتدبر في فهم المعنى لا يمر على هذه الآيات المرور السطحي.
والرسول صلى الله عليه وسلم أشار إلى القلب في أحاديث مختلفة منها قوله: (إنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ) أخرجه البخاري، ومسلم، يخبرنا الرسول في هذا الحديث أن القلب إذا صلح صلَحَت جَميعُ الجوارحِ وإذا فسد فسَدَتِ الجوارحُ كلُّها. طبعا الجوارح هي السمع والبصر واللسان واليدان والرجلان. وتشمل أعمال القلب الخفية كـ المعرفة، المحبة، الخوف، الإخلاص، وأعمال الجوارح الظاهرة كـ الصلاة، الصيام، الصدقة، وإذا ابتعدنا عن الجانب الديني، وأخذنا الثقافة الأدبية، نجد هناك إنتاجا غزيرا ما زالت لا تغيب عن الذاكرة وتجد تفاعلا إلى وقتنا الحاضر والتي هي عامرة بالحب والعشق والهيام والغرام والشوق والشغف والحزن والأسى والشعور بالألم والمعاناة. تجمع بين الرواية والشعر والحكاية والقصة وهذا الأدب معروف لدى المهتم وغير المهتم، ولا داعي لذكرها فهي كثيرة، هي تجارب لأفراد ومجتمعات مختلفة ولو سلطنا الضوء تحديداً على ما يخص المعاناة في هذه التجارب الإنسانية الحقيقية نجد فيها أثرا قويا ومؤلما على الذي تعرض إليه فرد أو مجتمع معين، هذا الأثر يترك ألما غائرا في القلب يمكن أن يقضي على صاحبة أحيانا، وإذا كانت التجارب السابقة رصد بعض منها في كتاب إلا أنها لم تنته في يومنا الحاضر في تفاعل قوي تغيرت مع تغير الحياة وظروفها التي يمكن أن تكون أكثر وطأة وأشد من تجارب الماضي في جانب صحة الجسد من خلال اعتلال القلب ومشاكله الصحية.
سوف أشير إلى ما كتبه الأمريكي شروين نولاند: طبيبٌ جرَّاح، ومؤلِّف ومحاضِر، عمل أستاذًا للجراحة وتاريخ الطب في جامعة ييل، الذي حصل على جائزة بوليتزر للأعمال غير الخيالية، في مؤلفه المشهور (كيف نموت، تأمُّلات في الفصل الأخير للحياة) عن القلب يقول: عندما يزداد نشاط عضو ما، تزداد احتياجاته من الأكسجين، وكذلك تزيد حاجته للدم.
وإذا لم تتمكن الشرايين المتضيقة من التوسع لملاقاة هذه الاحتياجات، أو إذا تعرضت- لسبب ما - لانقباض مضيِّق يَزيد من إعاقة جريان الدم، لا تتم الاستجابة لحاجات ذلك العضو، لذا يصاب بالإقفار سريعاً. وفي حالات الألم والغضب، يصرخ القلب محذرا، ويظل يفعل ذلك حتى تتم الاستجابة لصرخاته المتذمرة طلبًا للمزيد من الدماء، وعادةً ما يتم ذلك عن طريق التدابير الطبيعية للضحية، والتي - بتنبهها للخطر الذي يعبر عنه ذلك الضيق الذي يحسه داخل صدره - تبطئ أو توقف ذلك النشاط الذي يعذب عضلة قلبه.
إن مرض القلب الإقفاري هو حالة نقص الأكسجين في عضلة القلب بسبب تضيق الشرايين التاجية، غالباً بسبب تراكم اللويحات الدهنية، مما يقلل تدفق الدم الغني بالأكسجين ويؤدي إلى أعراض مثل ألم الصدر (الذبحة الصدرية) أو نوبات قلبية.
ويسقط ضحايا مرض القلب الإقفاري نتيجةً للخيانة التي يلقونها من طعامهم، وتدخينهم، وإغفالهم لتلك الفروض المنزلية البسيطة مثل ممارسة الرياضة والمحافظة على معدل طبيعي لضغط الدم. وتأتي الخيانة أحيانًا من النسب في صورة تاريخ عائلي للداء السكري. انتهى.
أخيراً انتبه لهذه (المضغة التي هي من تغذي العقل عن طريق الجسد وإذا فسدت تدمر العقل والجسد معاً).
إقرأ المزيد


