نائب لبناني يواجه الشائعات قضائيا بعد تداول أخبار عن علاقته بـ"الأمير السعودي المزيف" (وثائق)
روسيا اليوم -

وتقدم المحامي ماجد البويز بوكالته عن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، بثلاث شكاوى جزائية أمام النيابة العامة التمييزية، بجرائم القدح والذم والتشهير، بحق كل من نشر وروج أخبارا كاذبة جرى تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضحت الشكاوى أن هذه الأخبار نسبت زورا إلى النائب باسيل سعيه لعقد لقاءات سياسية مع المملكة العربية السعودية عبر شخص يدعى "أبو عمر"، مقابل مبالغ مالية قيل إنها دفعت له.

وشملت الدعاوى صاحب موقع "Lebtalks" كريستيان الجميل، وصاحبة حساب نادين بركات على منصة "إكس"، وصاحب صفحة "السيد" Alsayed على موقع "فيسبوك".

وأثار رجل ادعى أنه أمير سعودي ضجة في لبنان، حيث احتال على عدد من السياسيين عبر ادعاء النفوذ والقرب من مرجعيات سعودية عليا.

وتشير الروايات إلى أن الشيخ خلدون عريمط هو من روج لهذا الأمير المزعوم وقدرته على التأثير في الحياة السياسية مقابل منافع مادية، ما أدى إلى وقوع عدد من النواب والسياسيين ضحايا وعود بتسلم مناصب وزارية ونيابية.

واستغل عريمط ابتعاد الرياض الرسمي عن الساحة اللبنانية في فترة سابقة، وقلة الاتصالات المباشرة، ليزور شخصيات سياسية ويدعي أمامها رضا المملكة عنهم، ثم يعرض عليهم التواصل مع مسؤولين سعوديين مزعومين.

وعند موافقة الضحية، كان يقدم لها عبر هاتفه شخصا باسم "الأمير السعودي أبو عمر" على أنه مقرب من الديوان الملكي السعودي وقادر على تحقيق طموحاتهم.

وكان "أبو عمر" في الواقع لبنانيا من عكار يدعى مصطفى الحسيان ويعمل في حدادة السيارات، ويتقن التحدث باللهجة الخليجية.

وطور "أبو عمر" نفوذا واسعا في الأوساط السياسية، حيث كان يطلب من الشخصيات التي يتواصل معها "الاهتمام بالشيخ خلدون عريمط"، مما أدى إلى تدفق أموال وهدايا على عريمط، وحصوله على رواتب شهرية من بعضهم وامتيازات أخرى.

وتمكن من التأثير في انتخابات نيابية وبلدية، حيث دفع مرشحين للانسحاب أو دعم آخرين مقابل وعود بدعم سعودي.

وامتد تأثيره إلى شخصيات من طوائف مختلفة، رغم تركيزه الرئيسي على الشخصيات السنية.

وما ساهم في عدم اكتشاف عملية الاحتيال هو اشتراط "أبو عمر" بقاء آلية العمل والتواصل بعيدة عن أي قناة رسمية أو إعلامية وخصوصا عن السفارة السعودية نظرا لحساسية الموقف.

وبعد عودة التواصل الرسمي السعودي مع لبنان وعودة السفارة السعودية للنشاط، واجه "أبو عمر" أزمة، لكنه تعامل معها بتحذير متصليه من التواصل مع الدبلوماسيين السعوديين الرسميين في بيروت، مدعيا أن مهمته أوسع.

ومع ذلك، بدأت الشكوك تزداد لدى بعض السياسيين، خاصة بعد أن لاحظوا عدم ظهوره في المحافل الرسمية السعودية.

وانكشفت العملية عندما تحدثت إحدى الشخصيات اللبنانية مع الموفد السعودي عن "أبو عمر"، ما دفع بالمسؤولين السعوديين واللبنانيين إلى التحقيق.

وتم القبض على مصطفى الحسيان "أبو عمر" عند الحدود اللبنانية، وأقر خلال التحقيق معه بأنه كان يتصرف بناء على طلب خلدون عريمط.

من جهته، نفى عريمط في بيان له التورط وذكر أنه تقدم بإخبار النيابة العامة ضد من ينشرون "أخبارا كاذبة" بحقه، مؤكدا أنه موجود في لبنان ولم يستدع لأي تحقيق.

وأثارت القضية تساؤلات حول كيفية بقاء هذه الخدعة سنوات دون كشف، وإمكانية وجود قنوات اتصال خفية، رغم نفي مصادر سعودية رسمية أي علاقة لها بالموضوع.

كما أظهرت الصدمة بين أهالي وادي خالد، مسقط رأس الحسيان، من فقره المدقع وعدم ظهور أي علامات للثراء عليه، مما يثير تساؤلات حول الجهة التي استفادت فعليا من الأموال التي تم جمعها.

المصدر: وسائل إعلام لبنانية

إقرأ المزيد


إقرأ المزيد