كيف خدعت أغاثا كريستي البوليس وأذهلت أدباء الجريمة؟
روسيا اليوم -

تركت منزلها في بلدة "سونينجديل" برسالة غامضة لسكرتيرتها تشير إلى سفرها إلى "يوركشاير"، لتنقطع أخبارها بعدها تماما وتغرق في ظلام المجهول أحد عشر يوما.

جاء اختفاؤها في عام مليء بالأحزان وبمشكلات اجتماعية منها، حزنها على وفاة والدتها، وخيانة زوجها الذي اعترف بحبه لامرأة أخرى. قبلت ابنتها وغادرت بسيارتها في الساعة التاسعة مساء، وتبخرت في ظلام الليل.

أثار اختفاؤها ضجة هائلة وتحول إلى لغز حقيقي أربك السلطات ودفع آلاف المعجبين للمشاركة في البحث. أكثر من ألف ضابط شرطة وخمسة عشر ألف متطوع انطلقوا في مطاردة محمومة، واستُخدمت الطائرات لأول مرة في تاريخ عمليات البحث عن شخص مفقود. حتى وزير الداخلية البريطاني تدخل شخصياً، بينما انضم عملاقا الأدب البوليسي، آرثر كونان دويل ودوروثي سايرز، إلى المحققين، محاولين استخدام مهاراتهما في حل اللغز.

سرعان ما عُثر على سيارتها مهجورة عند منحدر حاد في محمية طبيعية. كان معطف الفرو مرميا في داخل السيارة، لكن دون أي أثر لها.

هنا بدأت الروايات تتوالى في سيل لا ينقطع. البعض رأى أنها انتحرت في "البركة الصامتة" القريبة بعد أن أنهكها الاكتئاب، وآخرون اتهموا زوجها بقتلها والتخلص من الجثة، بينما شكك قلة بأن الأمر مجرد خدعة دعائية بهدف الترويج لكتبها. حتى أن الكاتب كونان دويل لجأ إلى وسيلة روحانية في محاولة يائسة للعثور على دليل عبر قفازها، لكن من دون جدوى.

بعد أحد عشر يوما من الذعر والترقب، ظهرت كريستي فجأة في فندق فاخر في هاروغيت، على بعد 400 كيلومتر من مكان اختفائها. الأغرب أنها كانت تسجل نفسها باسم عشيقة زوجها، تيريزا نيل.

عاشت تلك الأيام متنكرة، تشارك في حفلات المجتمع الراقي، حتى تعرف عليها أحد الموسيقيين وأبلغ الشرطة. عند وصول زوجها، استقبلته ببرود، وطلبت منه الانتظار فيما كانت تختار بعناية فستان سهرة للعودة.

أصرت كريستي لاحقا على أنها تعاني من فقدان الذاكرة، لكن التكهنات والشكوك تواصلت باحثة عن تفسير لما جرى. بعض الخبراء رأى أنها عانت من "شرود انفصامي" كرد فعل على الصدمة، بينما رجح كتاب سيرتها مثل أندرو نورمان وأندرو ويلسون أنها كانت على حافة الانتحار، وأنها غيرت رأيها في اللحظة الأخيرة، واختلقت قصة فقدان الذاكرة للتغطية على محاولتها الفاشلة. هي نفسها اعترفت لاحقا بأنها مرت بلحظة يأس عميق ورغبة في إنهاء كل شيء.

مهما كانت دوافع ذلك الاختفاء الغريب، فإن تلك الأيام الأحد عشر ظلت لغزا محكما، مثل الأحداث في أفضل رواياتها. عادت كريستي بعدها لتبني حياتها من جديد، انفصلت من زوجها وصعدت إلى ذروة مجدها الأدبي، تاركة وراءها صفحات 11 يوما خاوية، لم يستطع أحد كشف غموضها بالكامل.

المصدر: RT

إقرأ المزيد
قصة حب في غار بالبتراء!

وصلت مارغريت فان غيلدرمالسن، وهي ممرضة من نيوزيلندا إلى الأردن في رحلة سياحية، لكن حياتها تغيرت جذريا حين تعرفت على بدوي تحابا وتزوجا، وعاشت معه في كهف خال من وسائل الراحة.

9 رصاصات قاتلة في سان فرانسيسكو!

كان هارفي ميلك، رئيس مجلس المشرفين في بلدية سان فرانسيسكو، أحد أوائل المسؤولين المثليين المُنتخَبين أمريكا، ويُوصف اغتياله مع عمدة المدينة جورج موسكون بأنه "مأساة وطنية عميقة".



إقرأ المزيد