إيلاف - 12/3/2025 9:30:25 AM - GMT (+3 )
يتنوع أسلوب التعامل مع الأخطاء بتنوع الأخطاء، الخطأ المقصود المتكرر، الخطأ الذي يضر بالآخرين، الخطأ الذي يتعمد مخالفة الأنظمة، مثل هذه الأخطاء لا يمكن الدفاع عنها.
الدفاع عن مثل تلك الأخطاء يعني الموافقة على تكرارها، الاعتراف بالخطأ يتيح فرصة للتعلم منها، الإصرار على الخطأ هو سلوك من صاحب الخطأ يعني أن ما يعتبره الآخرون خطأ هو في نظره عكس ذلك، من يقيّم ومن يقرّر؟ الدين والمجتمع والثقافة والأنظمة والقوانين.
الخطأ مصدره إنسان لا يتصف بالكمال، سيكون معرضا للخطأ في مجالات الحياة المختلفة، يعترف الإنسان الذي يمتلك الثقة بخطئه ويستثمر ذلك كفرصة للتعلم له ولغيره، يفعل ذلك الأب والأم والمعلم والمدير والموظف والطبيب، هؤلاء لا يدافعون عن الأخطاء ولا يسقطون الأسباب على الآخرين لأن ثقافتهم ترفعهم إلى دور القدوة.
ننتقل من التنظير السابق إلى أحد المجالات وهو بيئة العمل.
في هذه البيئة أنظمة ولوائح وقوانين وثقافة للمنظمة التي يعمل فيها الإنسان.. الأخطاء هنا واردة على جميع المستويات المهنية.
كيف يتم التعامل مع الأخطاء؟ سؤال لا ينتظر إجابة واحدة قاطعة، هنا لا بد أن نفرق بين الأخطاء والمخالفات، الأخيرة يتم التعامل معها بالقانون، من يتجاوز صلاحياته أو يستخدم نفوذه ليحصل على مكاسب شخصية بطريقة مخالفة للنظام لا يقارن بموظف مخلص اجتهد واتخذ قرارا حسب معطيات نظامية ثم اتضح لاحقا أنه لم يوفق في هذا القرار.
حين يقع موظف متميز منجز مخلص في عمله في خطأ إداري فسوف يجد التفهم من المدير، لن يتخلى عنه لأنه يدرك أن كل إنسان معرض للخطأ وأن الخطأ الكبير هو عدم التعلم من الأخطاء.
لا نقترح هنا الدفاع عن الأخطاء، لا يمكن الدفاع عن سائق مستهتر يعرض حياة الناس للخطر، أو لاعب رياضي يتعمد
إصابة اللاعبين، أو إنسان يهدد أمن المجتمع، أو ممارس للعنصرية، أو صاحب فكر يتحدث عن القيم الدينية والأخلاقية بطريقة غير مقبولة.
الإنسان الواعي المثقف يتعامل مع خطئة بثلاثة حلول؛ يعترف، ويعتذر، ويتعلم.. الثقافة فكر ومنطق وتربية ومسؤولية، البعض يدافع عن أخطاء الآخرين مدفوعا بأسباب غير موضوعية، ومن ذلك الدفاع عن أصحاب الشهرة بطريقة أقوى من دفاعهم عن أنفسهم.
التعامل مع الأخطاء يختلف عن التعامل مع المخالفات، هذا أمر يؤخذ في الاعتبار على مستوى الأفراد والأسر والمجتمعات، الأخطاء الطبية على سبيل المثال هي أخطر من مخالفة إجراءات التوظيف، وبعض الأخطاء تؤدي إلى كوارث وحروب ويتضح ذلك بعد فوات الأوان.. المأساة أن التاريخ يصبح أحيانا كالمعلم الذي لا يستمع إليه أحد.
إقرأ المزيد


