بي بي سي - 11/21/2025 5:40:56 AM - GMT (+3 )
صدر الصورة، Getty Images
سيجري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محادثات مع دونالد ترامب بعد أن قدّمت الولايات المتحدة لأوكرانيا مسودة خطة سلام لإنهاء الحرب مع روسيا.
وبحسب التقارير، صاغ هذه الخطة المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ونظيره الروسي كيريل ديمترييف، من دون مشاركة أوكرانيا.
وجاء في بيان صادر عن مكتب زيلينسكي أن الولايات المتحدة تعتقد أن مسودة الخطة يمكن أن "تساعد في إحياء الدبلوماسية"، مضيفاً أن أوكرانيا "وافقت على العمل على بنود الخطة بما يحقق نهاية عادلة للحرب".
وقال البيان إن كييف تدعم "كل المقترحات الجدية القادرة على تقريب السلام الحقيقي".
ولم يكشف الأوكرانيون عن أي تفاصيل حول ما تتضمنه الخطة، لكن وفق مصادر نقلت عنها مواقع أكسيوس وفايننشال تايمز ورويترز، فإن الخطة تشمل مطالبة كييف بالتخلي عن مناطق في دونباس شرق أوكرانيا لا تزال تسيطر عليها، وتقليص حجم جيشها بشكل كبير، والتخلي عن كثير من أسلحتها.
وإذا تأكد ذلك، فستكون هذه المطالب منحازة بشكل كبير لمصلحة موسكو وهو ما يفسّر رد كييف الفاتر تجاه المسودة.
لكن في إيجاز صحفي في البيت الأبيض، رفضت المتحدثة باسم الرئاسة كارولين ليفيت الادعاءات بأن الخطة تتطلب تنازلات كبيرة من أوكرانيا.
وقالت إن ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو كانا "يتواصلان مع الجانبين بالتساوي لفهم ما يمكن أن تلتزم به كل دولة".
وأضافت: "إنها خطة جيدة لكل من روسيا وأوكرانيا… ونعتقد أنها يجب أن تكون مقبولة للطرفين، ونعمل بجد لإنجازها".
وخفّفت موسكو من أهمية الخطة، التي يُشاع أنها تتضمن 28 بنداً.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه على الرغم من وجود "اتصالات" مع الولايات المتحدة، فإنه "لا توجد عملية يمكن وصفها بأنها مفاوضات".
وجاء بيان مكتب زيلينسكي بعد اجتماع في كييف يوم الخميس بين الرئيس الأوكراني وكبار القادة العسكريين الأمريكيين، بمن فيهم وزير جيش الولايات المتحدة دان دريسكول، ورئيس أركان الجيش الجنرال راندي جورج، وقائد القوات الأمريكية في أوروبا الجنرال كريس دوناهو.
ورغم رد كييف الفاتر على المسودة، قال زيلينسكي إنه "يقدّر جهود الرئيس ترامب وفريقه لإعادة الأمن إلى أوروبا"، ربما في محاولة للإبقاء على دعم الرئيس الأمريكي رغم نهج إدارته اللين تجاه روسيا كما يبدو.
ولم تشارك أوكرانيا ولا شركاؤها الأوروبيون في صياغة الخطة الجديدة، وقد حذر وزراء خارجية أوروبا يوم الخميس من طرح أي مقترحات من دون التشاور مع كييف أو بروكسل.
وقالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: "لكي تنجح أي خطة، يجب أن يكون الأوكرانيون والأوروبيون جزءاً منها".
صدر الصورة، Getty Images
وحذّر بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، من أن أي اتفاق سلام يجب أن يعالج "الأسباب الجذرية للصراع"، وهي عبارة استخدمتها موسكو مراراً كرمز لمجموعة من المطالب القصوى التي تراها أوكرانيا بمثابة استسلام كامل.
وقالت النائبة الأوكرانية ليزا ياسكو لبي بي سي إن أوكرانيا "لم تُستشر".
وأضافت: "يبدو أن هناك من يريد اتخاذ القرار بدلاً عنا، وهذا مؤلم للغاية بالنسبة لمعظم الأوكرانيين".
ومنذ بدء ولايته الثانية مطلع هذا العام، أطلق ترامب عدة مبادرات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك قمة ثنائية مع بوتين في ألاسكا، وزيارات متعددة لمبعوثه ويتكوف إلى موسكو، وجولات من المحادثات مع زيلينسكي وقادة غربيين آخرين.
لكن مع اقتراب الذكرى الرابعة للغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، لا يزال الطرفان على خلاف عميق بشأن كيفية إنهاء الحرب.
وفي حين أصبحت أوكرانيا أكثر قدرة على استهداف البنية التحتية العسكرية والطاقة الروسية بواسطة الطائرات المسيّرة بعيدة المدى، تواصل موسكو هجماتها على أهداف أوكرانية بلا توقف.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قُتل ما لا يقل عن 26 شخصاً في هجوم روسي بالصواريخ والطائرات المسيّرة على مبانٍ سكنية في مدينة تيرنوبل في غرب أوكرانيا، بينما ظلّ آخرون مفقودين حتى يوم الخميس.
زيلينسكي عن خطة السلام الأمريكية: نريد التعامل مع الأمر بجدية
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الخميس، عقب لقائه بوفد أمريكي، إن الجانبين سيواصلان العمل على بنود خطة السلام الأمريكية الجديدة، وإن أوكرانيا في هذه المرحلة لن تصدر تصريحات حادة بشأنها.
وأوضح زيلينسكي لمواطنيه أنه شرح للوفد الأمريكي ما هو جوهري بالنسبة لأوكرانيا.
وبحسب قوله، تحتاج أوكرانيا إلى اتفاق سلام لا يقوّض سيادتها ولا يخلق الشروط المسبقة لغزو روسي جديد.
وأضاف: "لن نطلق تصريحات قاسية، ونلتزم بعمل واضح وصادق، بين أوكرانيا والولايات المتحدة وأصدقائنا وشركائنا في أوروبا والعالم".
وأشار إلى أنه يتوقع التحدث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قريباً. وقال زيلينسكي: "ندرك أن قوة أمريكا ودعمها يمكن أن يقرّبانا فعلياً من السلام، ولا نريد أن نفقد ذلك".
وأضاف أن روسيا من وجهة نظر أوكرانيا وحلفائها، تحاول طوال هذا العام تأجيل فرض عقوبات جديدة عليها وكسب الوقت من خلال استمرارها في القتال.
صدر الصورة، Getty Images
فايننشال تايمز: ترامب يدفع كييف لتقديم تنازلات كبيرة لروسيا
تخشى أوكرانيا من ضغوط أمريكية تتعلق بخطة السلام التي وضعتها واشنطن بالتنسيق مع موسكو، وفق ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز نقلًا عن مسؤولين أوكرانيين.
ووفقًا للصحيفة، يدفع ترامب كييف نحو تقديم تنازلات جوهرية لروسيا تتعلق بالأراضي، وحجم القوات المسلحة الأوكرانية، وأنظمة التسليح.
وتشمل خطة السلام المؤلفة من 28 بنداً، والتي وافق عليها الرئيس دونالد ترامب يوم الخميس وصاغها مفاوضون أمريكيون وروس، تنازلات كبيرة من جانب كييف.
ومن المسودة للخطة، تنص بعض بنودها على أن طائرات مقاتلة أوروبية ستتمركز في بولندا لحماية أوكرانيا، بالإضافة إلى تلحظ تخلي أوكرانيا عن دونباس لروسيا، وتجميد خطوط الجبهة في خرسون وزابوريجيا، وتقليص الجيش الأوكراني إلى النصف.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن إدارة ترامب أبلغت زيلينسكي وأعضاء فريقه أن البيت الأبيض يعمل على "جدول زمني عدواني" لاعتماد الاتفاق بهدف إنهاء الحرب قبل نهاية العام.
وبحسب مصادر فايننشال تايمز، تتوقع واشنطن أن يوقّع زيلينسكي الاتفاق قبل عيد الشكر في الولايات المتحدة، الذي يصادف الخميس 27 نوفمبر، من أجل "إتمام العملية مع بداية ديسمبر".
لكن الصحيفة تشير إلى أن تحقيق هذا الجدول الزمني يبدو غير محتمل للغاية. وقد صرّح مسؤولون في مكتب زيلينسكي بأن هناك عدة بنود تشكل "خطوطًا حمراء واضحة" بالنسبة لكييف، مضيفين أنهم يعملون على إعداد مقترحات مضادة لعرضها على الجانب الأمريكي.
وتؤكد فايننشال تايمز أن الأوكرانيين سيعارضون أي اتفاق يُنظر إليه على أنه استسلام من كييف أو منح مزايا أكبر لموسكو.
أولى عقوبات ترامب على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا تدخل حيّز التنفيذ
صدر الصورة، Getty Images
وفي سياق متصل، تدخل أولى العقوبات التي يفرضها دونالد ترامب على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا حيّز التنفيذ ليل الجمعة، بعد انتهاء مهلة التأجيل التي استمرت شهراً.
وتستهدف هذه العقوبات شركتي النفط الروسيتين الأكبر "لوك أويل" و"روس نفط"، فيما تهدف في نهاية المطاف إلى إقناع فلاديمير بوتين بوقف العدوان والقبول بتنازلات خلال مفاوضات إنهاء الحرب.
لكن خلال الشهر الماضي تزايدت الشكوك بشأن قدرة العقوبات على تحقيق أهدافها.
فخلال هذه الفترة، قدّم ترامب عدة تأجيلات إضافية، بينما شكّك وزير خارجيته ماركو روبيو في الحاجة إلى زيادة الضغط على الكرملين، وذلك رغم دعوات الأوروبيين للانضمام إلى العقوبات المفروضة على "الأسطول الظلّي" من ناقلات النفط، ومجاراة الاتحاد الأوروبي في خفض سقف أسعار النفط الروسي وهو الحد الذي يُحظر على شركات الشحن والتأمين الغربية التعامل معها إذا تجاوزته.
إقرأ المزيد


