روسيا اليوم - 11/21/2025 3:35:25 AM - GMT (+3 )
وتعود تفاصيل هذه الحادثة المروعة إلى إنقاذ مراهقة لا يتجاوز وزنها 35 رطلا (نحو 15.8 كغ)، بعدما أبقتها عائلتها سجينة داخل "منزل مقطورة" في منطقة أونيدا، وعاقبتها مرارًا بحجب الطعام عنها. وكانت الفتاة هزيلة إلى درجة أن الشرطة اعتقدت في البداية أنها بعمر 6 سنوات فقط عند إخراجها من المنزل الذي كانت تعيش فيه مع والدها البيولوجي والتر غودمان (47 عاما) وزوجته وعائلتها.
ففي 21 أغسطس، اتصل غودمان برقم الطوارئ 911 طالبًا المساعدة بعدما مرضت ابنته بشدة ودخلت في حالة "غيبوبة" بعد أيام دون طعام. وزعم الأب حينها أن ابنته "مصابة بالتوحد" وأنها رفضت تناول الطعام لعدة أيام. إلا أن المستجيبين للحالة وجدوا الفتاة على وشك الموت، وتم نقلها بسرعة إلى المستشفى، حيث شُخّصت بها إصابات خطيرة شملت خللًا وظيفيًا متعددًا في الأعضاء، وخللًا في القلب، والتهابا في البنكرياس، والتهاب كبد حادا، وسوء تغذية شديدا، إضافة لمضاعفات أخرى، وفق وثائق المحكمة التي حصلت عليها شبكة Fox 11 News.
وقالت المدعية العامة المساعدة لمقاطعة أوتاغامي، جولي دوكوين، إن الفتاة كانت تبدو "مثل هيكل عظمي"، مضيفة أنها كانت "مجرد جلد وعظام" بوزن 35 رطلًا فقط.
وعلى الرغم من ادعاءات الأب بأن الفتاة تسببت لنفسها بهذه الحالة، إلا أن الأدلة سرعان ما أشارت إلى أن غودمان وعائلته "البدينة جدا" قد يكونون الجهة المسؤولة عن إساءة معاملتها. فقد ورد في وثائق المحكمة أن والتر قال لصديق له سابقا: "إذا أساءت التصرف، لن أطعمها اليوم". وأضاف: "أبقيها محبوسة في غرفة نومها مع كاميرا موجهة إليها، وهذا هو مكان إقامتها".
كما كشفت رسائل نصية بين والتر وزوجته ميليسا غودمان (51 عاما) وابنتها وصديقة الابنة — سافانا ليفيفير وكايلا ستيملر (29 و28 عاما) — عن بيئة مليئة بسوء المعاملة. إذ كتبت ستيملر لميليسا: "للعلم، [الفتاة] كانت تأخذ أكثر من لقمة واحدة في المرة الواحدة، وعندما واجهتها سافانا، استمرت في الجدال معها، لذلك استخدمت الحزام"، لترد ميليسا بكلمة: "حسنًا".
وفي رسائل أخرى، عبّر أفراد العائلة عن كرههم الشديد للمراهقة التي انتقلت للعيش معهم عام 2020 بعد سجن والدتها البيولوجية. وكتبت زوجة الأب: "أتمنى لو أنها ترحل وحسب"، لترد ليفيفير: "أريد فقط أن أضرب رأسها الغبي ضربة كاراتيه". حتى الأب نفسه عبّر أمام صديق عن رغبته في التخلص من ابنته قائلا لها عبارات من قبيل: "أتمنى لو كان بإمكاني قتلك"، وأضاف أنه "لو كان بإمكانه تركها في الغابة لفعل ذلك".
ووفق وثائق الادعاء، نفّذت العائلة ازدراءها للفتاة من خلال حبسها في غرفة نوم بلا مرتبة ومنعها من الخروج أو اللعب لسنوات، إضافة إلى ضربها وتجويعها وحرمانها من الماء كعقاب.
وقالت دوكوين: "هذه أكثر حالات إهمال الأطفال التي رأيتها في مسيرتي المهنية الممتدة نحو 25 عاما فظاعة".
وبعد إنقاذها، نُقلت الفتاة إلى المستشفى، ويُقال إنها تعافت بشكل ملحوظ وحالتها الآن جيدة بعد وضعها تحت رعاية عائلة أخرى. وذكرت الممرضات أنها لم تُظهر أي مقاومة للطعام — خلافا لادعاءات الأب — وأنها أخبرتهن بأن والدها كان يغضب إذا تناولت الكثير من الطعام.
ووجّهت السلطات هذا الأسبوع تهمة الإهمال المزمن للأطفال لكل من غودمان، وليفيفير، وستيملر، ولا يزالون خلف القضبان بكفالة تزيد عن 100 ألف دولار.
المصدر: "نيويورك بوست"
إقرأ المزيد


