روسيا اليوم - 11/18/2025 2:38:17 PM - GMT (+3 )
ورغم أن المذنب لا يشكل أي خطر للاصطدام بالأرض، إلا أن هذا الإنجاز قد يكون له آثار مهمة في الدفاع عن كوكبنا ضد المذنبات والكويكبات الأخرى في المستقبل.
وتمكن مسبار ExoMars Trace Gas Orbiter من رصد المذنب 3I/ATLAS بين الأول والسابع من أكتوبر أثناء مروره على مسافة قريبة نسبيا من المريخ، حيث اقترب المذنب من الكوكب الأحمر مسافة 29 مليون كم في الثالث من أكتوبر.
وقبل شهر سبتمبر، كانت حسابات موقع ومسار المذنب تعتمد على الملاحظات التي سجلتها التلسكوبات الأرضية. وكان العلماء يتوقعون تحسنا طفيفا في دقة تحديد موقع المذنب بإضافة البيانات القادمة من المريخ، لكن هذه الإضافة أحدثت في الواقع تحسنا مضاعفا عشر مرات.
وكتبت وكالة الفضاء الأوروبية في بيان: "اقترب مسبار المريخ من المذنب 3I/ATLAS بحوالي 10 أضعاف المسافة التي تفصل التلسكوبات الأرضية عنه، كما راقبه من زاوية رؤية جديدة. وقد ساعد جمع بياناته مع البيانات الأرضية في جعل المسار المتوقع للمذنب أكثر دقة بشكل كبير.
ونظرا لأن المذنب 3I/ATLAS يمر عبر نظامنا الشمسي بسرعة تصل إلى 250 ألف كم في الساعة، فإنه سيختفي قريبا في الفضاء بين النجوم ولن يعود أبدا. ويسمح المسار المحسن لعلماء الفلك بتوجيه أدواتهم بثقة، ما يتيح علوما أكثر تفصيلا حول ثالث جسم بينجمي يتم اكتشافه على الإطلاق".
ولتصوير المذنب 3I/ATLAS، وجه المسبار ExoMars TGO أحد أدواته، وهو نظام التصوير السطحي الملئ والمجسم CaSIS، والذي عادة ما يقوم بمسح سطح الكوكب الأحمر بدقة عالية، نحو النجوم. وقام فريق الدفاع الكوكبي في مركز تنسيق الأجسام القريبة من الأرض التابع لوكالة الفضاء الأوروبية بحساب موقع مركبة الفضاء التابعة للوكالة حول المريخ لضمان التقاط لقطات للمذنب 3I/ATLAS.
وكانت هذه الاعتبارات الخاصة ضرورية لأن عمليات رصد مسارات المذنبات والكويكبات تجري عادة باستخدام المراصد ذات المواقع الثابتة، مثل التلسكوبات الأرضية، أو من المدار حول الأرض، مثل تلسكوب جيمس ويب الفضائي.
ومع الأخذ في الاعتبار الموقع الفريد للمسبار ExoMARS TRO، وموقعه الدقيق حول المريخ، والسرعة التي يدور بها حول الكوكب الأحمر، تمكن فريق الدفاع الكوكبي، بمساعدة الأدوات المتاحة في وكالة الفضاء الأوروبية، من استخدام بيانات المركبة الفضائية لحساب المواقع المستقبلية للمذنب 3I/ATLAS، أو ما يعرف بـ"الجدول الفلكي" الخاص به.
وتمثل البيانات التي جمعها المسبار ExoMars TRO المرة الأولى التي يتم فيها جمع بيانات قياسات المواقع الفلكية (قياسات موقع الجسم السماوي) وإرسالها إلى مركز الكواكب الصغيرة بواسطة مركبة فضائية تدور حول كوكب آخر. ويعد مركز الكواكب الصغيرة محورا لرصد الكويكبات والمذنبات من مجموعة من المراصد ومحطات الرادار والمركبات الفضائية. وهذا أمر بالغ الأهمية للدفاع الكوكبي.
وكتبت وكالة الفضاء:"تراقب وكالة الفضاء الأوروبية بشكل روتيني الكويكبات والمذنبات القريبة من الأرض، وتحسب مداراتها لتقديم تحذيرات إذا لزم الأمر. وكما يظهر هذا "التمرين" مع المذنب 3I/ATLAS، يمكن أن يكون من المفيد جمع البيانات من الأرض مع الملاحظات من موقع ثان في الفضاء. وقد تصادف وجود مركبة فضائية أقرب إلى الجسم، ما يضيف المزيد من القيمة".
ويشار إلى أن مركبة JUICE (مستكشف أقمار المشتري الجليدية)، المتجهة إلى نظام المشتري تعمل حاليا على رصد المذنب 3I/ATLAS. وبعد الاقتراب مباشرة من الشمس، من المرجح أن تحصل JUICE على أفضل رؤية للمذنب خلال مرحلته النشطة حيث تتسبب الإشعاعات الصادرة من الشمس في طرد المادة منه.
ومع ذلك، ولأن هذه المركبة الفضائية تقع حاليا على الجانب الآخر من الشمس بعيدا عن الأرض، فلن تتوفر ملاحظات JUICE للمذنب البينجمي للعلماء حتى فبراير 2026.
المصدر: سبيس
إقرأ المزيد


