إيلاف - 11/18/2025 1:35:08 PM - GMT (+3 )
اليوم وغداً، يجتمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في زيارة ليس من المبالغة وصفها بالكبيرة في مظهرها ومخبرها، في شكلها ومضمونها، إنْ كان في مظاهر الاحتفاء الأميركي الرسمي الاستثنائي، أو في الأجندة السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والتقنية الجوهرية بين الطرفين.
السعودية اليوم قُطب الرحى العربي في السياسة، في منطقة تمور بالتحولات المثيرة والتموضعات الجديدة، وأميركا... هي أميركا، الدولة الأولى في العالم، تشهد اليوم حيوية جديدة، وجرأة مختلفة، تحت قيادة ترمب.
سنعرف المُعلن من نتائج هذه الزيارة والقِمم السعودية الأميركية تِباعاً، غير أن مُجريات وأجواء الحاصل بين واشنطن والرياض ذكرتني بتقريرٍ لطيفٍ -غير ذائع بنسخته العربية- عن تفاصيل الاجتماع التاريخي بين أميركا والسعودية قبل ثمانين عاماً.
ذلك هو ما جرى في الرابع عشر من شهر فبراير (شباط) 1945 حين عُقد اجتماعٌ تاريخي على متن المدمّرة الأميركية «كوينسي» في البحيرات المّرة بقناة السويس، بين الملك عبد العزيز، والرئيس الأميركي فرانكلن روزفلت.
أنقل لكم هنا مقتطفات من تقرير المرافق والمترجم الأميركي لهذا اللقاء الخاص، الذي كان مُجمل ساعاته حوالي الـ7 ساعات بين الزعيمين.
التقرير كتبه وليم إيدي العقيد من مشاة البحرية الأميركية ثم وزير أول الولايات المتحدة المُفوّض إلى المملكة العربية السعودية من 1944 إلى 1946
يقول إيدي الذي رافق الملك منذ خروجه من جّدة حتى عودته، عن عبد العزيز: «رأى فيه شعبٌ حياتهم في أسمى معاني البطولة لذا اختاروه ملكاً عليهم».
ويقول: «عندما وحّد الملك عبد العزيز الجزيرة العربية جمع لأول مرة بين أهم عنصرين قامت عليهما المملكة، البقاع المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة في غرب المملكة، التي يحجّ إليها المسلمون في كل عام من بقاع العالم، وآبار النفط في شرق المملكة التي جلبت معها الأميركان والرخاء».
ثم يحكي انطباعه عن الملك عبد العزيز: «لقد كان الملك داهية شديد الذكاء علّم نفسه بنفسه».
حول انطباعه عن شِيم العرب وطباعهم، في نجد والجزيرة العربية، قال إيدي: «العربي ينزل من فوق الجمل ويصعد على متن طائرة دون أي تأثير كبير، على الرغم من أنّه قد فاتته كل المراحل المتداخلة من الحصان إلى العربات التي تجرّها الدوابّ حتى السيارات».
عند العربي ابن الصحراء، كما يقول إيدي، «لا يوجد سببٌ يدعو للذهول من الطائرة أكثر من أن نندهش من أن الجمال يمكن أن تمشي وأن الطيور يمكنها الطيران».
يقول إيدي عندما أخبر الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، الملكَ عبد العزيز، عن معاناة اليهود في أوروبا من القمع والقتل وتدمير منازلهم، وإن الرئيس يشعر بمسؤولية شخصية أخلاقية تجاه اليهود: «ردّ ابن سعود كان فورياً ومقتضباً: أعطهم وأحفادهم أراضي الألمان ومنازلهم فهم الذين اضطهدوهم».
وهذا مِسك الختام من تقرير إيدي: «لم يلمّح ابن سعود في أي وقت إلى المساعدات الاقتصادية أو المالية للسعودية، سافر إلى الاجتماع بحثاً عن أصدقاء وليس أموالاً».
إقرأ المزيد


