وظهرت للديدان بدلا من الذيل المعتاد رأس كامل آخر مزوّد بحلق وأعضاء داخلية. وقد احتفظت هذه الديدان بقدرتها على الحركة والتغذية، على الرغم من أن كل رأس كان يستجيب بشكل مستقل، مما أثر على التنسيق قليلًا.

وتُعرف الديدان المسطحة منذ فترة طويلة بقدرتها على استعادة الأجزاء المفقودة من أجسامها. وقد نجح العلماء سابقا في إنتاج ديدان ذات رأسين أو ذيلين بشكل اصطناعي باستخدام الكهرباء أو عبر التلاعب بجزيئات إشارية خاصة. ومع ذلك، ظهرت لدى ديدان Stenostomum brevipharyngium رؤوس جديدة من تلقاء نفسها، مما حيّر الباحثين. 

وعند قطع الديدان ذات الرأسين، استعاد كلا الطرفين ذيولهما، وفي بعض الحالات نمت الأجيال اللاحقة برأس في الطرف الذي كان من المفترض أن يكون فيه الذيل.

ويُرجّح أن هذه التغيرات حدثت بسبب أخطاء في عمل جزيئات موجهة للنمو، تُعرف باسم المورفوجينات، والتي تتحكم في نمو الجزئيْن الأمامي والخلفي من الجسم. وبفضل وجود خلايا جذعية متحوّلة قادرة على تكوين أي نسيج، تستطيع الديدان البقاء على قيد الحياة حتى مع حدوث تغييرات هيكلية كبيرة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التشوهات اختفت بعد عدة أشهر، مما يشير إلى أن طبيعتها غير وراثية.