وفي هذه المرحلة الحرجة، يكون الرضع عرضة لمخاطر عالية، حيث تنخفض فرص بقائهم على قيد الحياة بشكل ملحوظ، ويرتفع احتمال إصابتهم بمشاكل صحية خطيرة مثل أمراض الرئة المزمنة أو تلف الأعصاب.
والهدف الأساسي من هذا الابتكار هو توفير بيئة بديلة وآمنة تشبه الرحم الطبيعي، تمنح هؤلاء الأطفال الوقت الثمين الذي يحتاجونه لاكتمال نمو أعضائهم الحيوية، وخاصة الرئتين غير المكتملتين.
إقرأ المزيد
وبدلا من وضعهم في حاضنات تقليدية وتعريضهم لأجهزة التنفس الصناعي التي قد تؤذي رئتيهم الهشة، سيتم وضع الطفل في هذا الرحم الاصطناعي، وهو خزان زجاجي مملوء بسائل خاص يحاكي السائل الأمينوسي، مع الحفاظ على درجة حرارة مشابهة لحرارة الجسم.
ويتميز التصميم بجدران سيليكونية توفر مقاومة طبيعية لحركات الطفل، ما يساعد على تقوية عضلاته أثناء النمو.
وبعد ولادة الطفل بعملية قيصرية، يتم توصيله مباشرة بالرحم الاصطناعي عبر الحبل السري، ليبدأ في تلقي الأكسجين والمواد الغذائية عبر مشيمة اصطناعية بحجم قبضة اليد. وتقوم هذه المشيمة بوظائف حيوية تشبه المشيمة الحقيقية، حيث تنقي الدم من الفضلات وثاني أكسيد الكربون وتمده بالأكسجين والعناصر الغذائية الضرورية، كل ذلك في بيئة سائلة مغلقة تحميه تماما من التعرض للهواء.
وعلى الرغم من أن هذه التكنولوجيا ما تزال قيد التطوير ولم تحصل بعد على الموافقة للتجارب السريرية على البشر، إلا أنها تلمح إلى مستقبل واعد يمكن أن يغير حياة آلاف الأسر. فبالنسبة للعديد من الآباء والأمهات الذين مروا بتجربة مؤلمة مع الولادة المبكرة، يمثل هذا الابتكار حلما طال انتظاره.
إقرأ المزيد
لكن الطريق أمام هذا الابتكار لا يخلو من التحديات، حيث تدرس الجهات التنظيمية مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) البيانات بعناية، كما يثير هذا التقدم العلمي أسئلة أخلاقية عميقة حول كيفية تعريف هذه المرحلة الجديدة من النمو البشري خارج الرحم الطبيعي وتنظيمها.
وقالت إليزابيث كلوي رومانيس، وهي باحثة في القانون الطبي بجامعة دورهام، لصحيفة "الغارديان": "هذا النوع من الأجهزة سيخلق مرحلة جديدة من التطور البشري، شيء لم نضطر أبدا إلى وصفه أو تنظيمه من قبل".
جدير بالذكر أن شركة Aqua Womb لم تكشف بعد عن الموعد المتوقع لبدء التجارب على البشر.
