إيلاف - 11/7/2025 8:19:36 AM - GMT (+3 )
سهوب بغدادي
لقد كتبت مقالًا قبل بضعة أشهر عن تفاجئي بالتغيرات الجذرية التي لمستها في جامعتي الحبيبة جامعة الملك سعود في الرياض، في عام 2006 التحقت بكلية اللغات والترجمة قسم اللغة الفرنسية في شطر الطالبات الكائن في عليشة وتخرجت منها عام 2011، كنت في مبادرتين هي نادي الكتاب ونادي الترجمة، ثم ابتعثت إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومضيت في الحياة إلى أن عدت عام 2025 مع الاتحاد السعودي للرماية ضمن فعالية تعريفية بالاتحاد ورياضة الرماية للطالبات، عندها أصبت بالذهول مما رأيت، هي جامعتي وليست جامعتي، لا أتحدث عن المباني البهية أو المساحات الشاسعة بل أقصد الاختلاف في أطر عديدة أعمق كاستحداث تخصصات جديدة وتواجد الرياضة بشكل كبير ضمن مركز متكامل ومراكز أخرى للهوايات والأنشطة كالرسم، تلك التفاصيل هي ما كنت بحاجة إليها، لأحصل على تجربة الحياة الجامعية المتكاملة.
حمدًا لله على فضله وكرمه، فقد التحقت هذا الفصل ببرنامج الدكتوراه في فلسفة اللغويات التطبيقية في ذات كليتي، لأعيش التجربة الآن بشكل نوعي ومختلف، ما إن دخلت كلية اللغات وعلومها، بت أتفحص تفاصيلها وأرصد الفروقات، صغيرها وكبيرها، ومن أبرز تلك الفروقات الطالبات، نعم، لقد وجدت طالبات من دول أخرى قدمن لدراسة اللغة العربية والاندماج مع أهلها، وهنا يكمن الاختلاف في تكوين صداقات مختلفة كليًا في تنوعها الثقافي، كما لفتني مكتب بابه مشرع، كتب عليه اسم مركز الكتابة والتحدث، بالطبع، اقتحمت المكان قائلة:
«السلام عليكم، أرغب أن أعرف عن المركز وعمله»، فرحبت بي رئيسة مركز الكتابة والتحدث الأستاذة رنا أبو حسان - مشكورةً - لتحكي لي عن نشأة المركز كمبادرة عام 2012 ثم تحولها إلى مركز فعال للجامعة بأكملها، حيث يعمل المركز مع الطلاب بكافة المراحل الدبلوم والبكالوريوس والماجستير والدكتوراه، ويتطوع أعضاء هيئة التدريس في مختلف اللغات والأقسام لمساعدة الباحثين في الكتابة والدروس، لا لحل الواجبات، أي لتقوية الطالب وسد الخلل والمعاونة في الدروس التي قد يصعب فهمها على الطالب، أيضًا، هناك من يرغب بالتطوع من الطلاب شريطة أن يكون مستواهم مرتفعًا في اللغة المطلوبة أو التخصص المعني، فتنقسم الخدمات المقدمة من المركز فعليًا إلى قسمين، الاستشارات والتدريس، من هنا، قررت أن أتطوع ولو لساعات قليلة سواء كان ذلك عبر المنصة الإلكترونية المخصصة للمستشارين أو وجهًا لوجه بحسب المتاح، لأن زكاة العلم نشره، فمن هذا السياق، أكبر دور المركز الفريد، وأشجع كافة المنسوبين من الأكاديميين والطلاب أن ينشروا علمهم ومعارفهم بطرق غير تقليدية، حبذا لو كانت الساعات التطوعية التي في المركز معتمدة من المنصة الوطنية للعمل التطوعي، بغية تحقيق الأهداف المأمولة وفق الضوابط السليمة، وهذا ما نأمله من الجهات المعنية بإذن المولى.
شكرًا جامعتي الحبيبة..
إقرأ المزيد


