“البشاير هلّت” في حديقة البديع... سوق المزارعين يفتح أبوابه لمحبيه
البلاد برس - 11/30/2025 4:02:08 AM - GMT (+3 )
البلاد برس - 11/30/2025 4:02:08 AM - GMT (+3 )
انطلقت يوم أمس السبت فعاليات النسخة الثالثة عشرة من «سوق المزارعين البحرينيين» في حديقة البديع النباتية، لتفتح موسمًا جديدًا يحتفي بالمنتج المحلي ويقدّم تجربة زراعية واجتماعية مميزة للزوّار، ويستمر السوق حتى الرابع عشر من فبراير المقبل.
ويستقبل السوق مرتاديه أسبوعيًا كل يوم سبت من الساعة السابعة صباحًا وحتى الثانية ظهرًا، في أجواء طبيعية مفتوحة تتيح للزائر فرصة شراء المنتجات الزراعية البحرينية الطازجة مباشرة من المزارعين، إلى جانب دعم الجهود الوطنية الرامية لتعزيز استدامة القطاع الزراعي.
ويواصل السوق، في نسخته الحالية، ترسيخ مكانته كوجهة عائلية مفضلة وملتقى للمزارعين والمهتمين بالزراعة، لما يوفره من تنوع في المنتجات والأنشطة، إلى جانب مساهمته في إبراز الدور الحيوي للمزارع البحريني في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الإنتاج المحلي.
وفي هذا الصدد، أعربت الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة، عن سعادتها بإطلاق النسخة الثالثة عشرة من سوق المزارعين البحرينيين، مشيدة بالحضور الرسمي والجماهيري الذي شهده اليوم الأول من الافتتاح، لافتة إلى أن توافد الزوّار والمزارعين بدأ منذ ساعات الصباح الباكر، لدرجة أن فرق التنظيم تفاجأت بالأعداد التي وصلت قبل الموعد الرسمي لافتتاح السوق.
وأكدت في حديثها للصحافيين على هامش الافتتاح أن الموسم يبشّر بـ«خير كبير» بإذن الله، مشيرة إلى أن السوق يشهد هذا العام تنوعًا كبيرًا في المنتجات، رغم تقديم موعد الانطلاق هذا الموسم بأسبوع أو أكثر عن المعتاد، وهو ما أثار قلق بعض المزارعين بشأن توفر كميات كافية من المنتجات، إلا أنهم تعهدوا بتوفير وفرة أكبر خلال الأسابيع المقبلة.
وأشارت إلى وجود فعاليات وأنشطة متنوعة، منها فعاليات فنية وترفيهية، موجّهة شكرها لكل من أسهم في تنظيم الحدث، وأن كل من بذل جهدًا في إنجاح هذه الفعالية يستحق التقدير، وأن السوق يمثل موسم خير وبركة للجميع، داعيةً الزوّار إلى حضور السوق أسبوعيًا كل يوم سبت للاستمتاع بالمنتجات البحرينية.
ولفتت إلى أن ظهور محاصيل زراعية جديدة في السوق يعد ثمرةً للدعم الرسمي المقدم للمزارعين، مردفة أن المزارعين كانوا بحاجة إلى منصة تعرض منتجاتهم للجمهور، وقد أتاح لهم هذا السوق هذه الفرصة، مضيفةً بأنها حرصت على حضور السوق منذ نسخته الأولى وقد شهد تطورًا مستمرًا مع المزارعين بالتحديد، لافتةً بأن البداية كانت متواضعة، ثم تطورت عامًا بعد عام، حيث أصبح المزارعون يتعلمون من بعضهم البعض، ويتنافسون بشكل طيب، سواء في طريقة العرض أو في تنوع المنتجات، مؤكدة في السياق ذاته بأن السوق سيشهد في أعوامه القادمة تطورات أكثر.
كما لفتت إلى أن السوق أصبح يستقطب مختلف الفئات العمرية من المزارعين، بمن فيهم الأطفال الذين باتوا يظهرون اهتمامًا واضحًا بالزراعة، وهو ما يعزز انتشار ثقافة الزراعة بين الأجيال الجديدة.
وعن ما يميز النسخة الحالية من السوق، أكدت الشيخة مرام أن الأقسام الأساسية بقيت كما هي، لكن التطور يظهر جليًا في أداء المشاركين، الذين أصبحوا أكثر وعيًا برغبات الزوار واحتياجاتهم بناءً على تجاربهم السابقة.
عبدالله: تجربة متكاملة
وبدوره، أعرب وكيل الوزارة لشؤون الزراعة والثروة الحيوانية بوزارة شؤون البلديات والزراعة، عاصم عبداللطيف عبدالله، عن سعادته بافتتاح النسخة الثالثة عشرة من سوق المزارعين البحرينيين، مؤكدًا أن نسخة هذا العام تشهد ارتفاعًا في عدد المشاركين والزوار وتنوعًا أكبر في الأنشطة، معربًا عن أمله في استمرار هذا الإقبال أسبوعيًا، وأن تكون النسخة الحالية «سوقًا ناجحًا بكل المعايير».
وأضاف أن الأرقام المتزايدة لهذا العام تعكس الاهتمام المتنامي بالقطاع الزراعي وبالسوق ذاته، مشيرًا إلى أن وزارة شؤون البلديات والزراعة تعمل على دعم جميع المشاركين بما يسهم في تحقيق أهداف السوق وتقديم تجربة متكاملة للزوّار.
وبيّن أن السوق يضم في نسخته الجديدة نحو 33 مزارعًا مشاركًا، إضافة إلى ما يقارب 30 أسرة منتجة، إلى جانب 7 شركات زراعية و7 شركات مختصة بالمشاتل، فضلًا عن مشاركة المناحل وعدد من التجار الصغار المرتبط نشاطهم بالقطاع الزراعي، بالإضافة إلى مشاركة عدد من المطاعم والمقاهي، إلى جانب نحو 30 متطوعًا يساهمون في تنظيم الفعاليات ويقدمون المساعدة للزوار.
درويش: منصة للتبادل
وقال وكيل وزارة التنمية الاجتماعية، زياد درويش، إن سوق المزارعين لا يعد مجرد سوق للشراء والبيع، بل يمثل منصة للتبادل، سواء في المنتجات أو الثقافات، فضلًا عن كونه فرصة سياحية ومكانًا ترفيهيًا يستقطب مختلف الفئات العمرية.
وأوضح أن وزارة التنمية الاجتماعية تُعد جزءًا أساسيًا من السوق، موجّهًا الشكر لوزارة شؤون البلديات والزراعة على دعوتها للمشاركة، مشيرًا إلى أن الوزارة تشارك هذا العام عددًا من الأسر المنتجة، حيث سيستمر في الازدياد، نظرًا لاعتماد آلية «التدوير» التي تتيح مشاركة أسر مختلفة في كل أسبوع، بما يمنح الجميع فرصة لعرض منتجاتهم، سواء كانت الأسر مرتبطة بالإنتاج الزراعي أو لا، مؤكدًا أن الهدف هو تمكين هذه الأسر وإتاحة مساحة لعرض أعمالها أمام الجمهور.
بوحجي: شراكة أساسية
ومن جهتها، أكّدت الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض، سارة بوحجي، أن الشراكة مع القطاع الخاص تمثل عنصرًا أساسيًا في نجاح القطاع السياحي، مشيرة إلى أن الجميع يعمل ضمن «فريق البحرين» لتحقيق التطور المستمر في المنتج السياحي والفعاليات المصاحبة له.
وقالت بوحجي إن المنتج السياحي يشهد تطورًا ملحوظًا مستمرًا في كل عام في طبيعة الفعاليات والأنشطة السياحية، بفضل التعاون المستمر بين الهيئات الحكومية، ومنها وزارة البلديات، إضافة إلى شراكة جديدة هذا العام مع وزارة الشباب التي مكّنت مجموعة من الشباب من تقديم منتجات مبتكرة داخل السوق.
وأوضحت أن سوق المزارعين يمثل إحدى المنصات الرئيسية التي تساهم في جذب السياح، سواء من داخل البحرين أو من دول مجلس التعاون، لافتةً إلى الأهمية الكبيرة للسياحة المحلية التي تحظى بأولوية في الاستراتيجية السياحية.
وأردفت أن اعتدال الطقس وبدء موسم أعياد البحرين يسهمان في تعزيز الحركة السياحية، مع تنوع الفعاليات العائلية والاجتماعية والمسرحية التي تُقدَّم خلال هذه الفترة.
كما أشادت بدور القطاع الزراعي في إبراز المنتج البحريني، مؤكدة أن المنتجات المحلية تعكس الجهد الكبير الذي يبذله المزارعون، لافنة إلى أن كل مزارع يقدّم منتجًا مختلفًا بطريقته الخاصة، وإن الجميع يشعر بالفخر بما ينتجه، وهو ما يعكس قدرة أرض البحرين على تقديم محاصيل متنوعة بجودة عالية.
واختتمت بوحجي بالقول، إن السوق لا يقتصر فقط على استعراض المنتجات الزراعية، بل أصبح وجهة عائلية متكاملة تضم المشاتل والمناحل ومشاركات شبابية متنوعة، إلى جانب المقاهي والمطاعم التي يقدّمها القطاع الخاص، الذي شكّل شريكًا بارزًا في نسخة هذا العام من سوق المزارعين.
إقرأ المزيد
إقرأ المزيد


