“حوار المنامة” خريطة طريق الأمن الإقليمي
البلاد برس -
أعلن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية IISS بصفته أحد أبرز مراكز البحث المتخصصة في قضايا الأمن والدفاع، عن تنظيم قمة “حوار المنامة 2025” في الفترة من 31 أكتوبر إلى 2 نوفمبر المقبل، هذا الحوار الذي امتد على مدى 20 عامًا، يمثل منصة محورية تجمع قادة سياسيين وعسكريين وأكاديميين وخبراء أمنيين من مختلف أنحاء العالم، على أرض البحرين، في منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى. البُعد السياسي تأتي قمة “حوار المنامة” في وقت حرج تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية متسارعة، فالتوترات الإقليمية التي تشمل ملفات مثل النفوذ الإيراني، الأوضاع في اليمن، النزاعات حول المياه والحدود، بالإضافة إلى تداعيات الأزمة الأوكرانية على السياسات الدولية في الشرق الأوسط، تجعل من الحوار ضرورة لتعزيز قنوات التواصل بين الأطراف الفاعلة، إذ لا يقتصر الدور السياسي للحوار على تبادل وجهات النظر فحسب، بل يتعداه إلى محاولة بناء أرضية تفاهم ولو جزئية، بين دول ذات مصالح متباينة، ما قد يقلل من احتمالات التصعيد ويعزز فرص الحلول الدبلوماسية. علاوة على ذلك يمثل حضور قادة من خلفيات متنوعة من الناحية الجغرافية والسياسية رسالة دعم دولي لإيجاد حلول عملية لأزمات المنطقة، كما يعكس الاهتمام المتزايد بتعزيز استقرار الشرق الأوسط ضمن إطار التحالفات الإقليمية والعالمية، خصوصًا في ظل المنافسة بين القوى الكبرى. من الناحية الأمنية، يشكل “حوار المنامة” فرصة فريدة لتبادل المعلومات بشأن التهديدات التي تواجه المنطقة، والتي تشمل الإرهاب، الجماعات المسلحة غير النظامية، وتهديدات الأمن السيبراني التي باتت تؤثر بشكل متزايد على البنى التحتية الحيوية، كما أن التركيز على التوازن العسكري، من خلال تقارير المعهد مثل “التوازن العسكري +”، يمنح المشاركين رؤية واضحة عن قدرات الجيوش والتسليح في المنطقة، وهو أمر حاسم لاتخاذ قرارات مدروسة بشأن التحالفات والاستراتيجيات الدفاعية. ويُضاف إلى ذلك دور الحوار في تعزيز التنسيق بين القوات المسلحة والأجهزة الأمنية المختلفة، الذي قد يترجم إلى تعاون عملي لمكافحة التهديدات المشتركة، لا سيما في بيئة إقليمية تتسم بالتحولات السريعة وتداخل المصالح.   الرسالة الاستراتيجية   كمنصة رائدة يؤكد المعهد عبر تنظيم هذه القمة التزامه بتقديم تحليلات مستقلة وعميقة تعكس تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي، كما يعزز مكانته كبيت خبرة يجمع بين مختلف الأطراف الفاعلة في السياسة والأمن، ويعكس هذا الدور الديناميكي أهمية الحوار متعدد الأطراف كآلية أساسية لإدارة الصراعات المعقدة، والحد من التصعيد، وبناء جسور تفاهم بين الدول. في النهاية يُنظر إلى “حوار المنامة 2025” على أنه أكثر من مجرد حدث سنوي، بل منصة استراتيجية حيوية تساعد في صياغة السياسات الأمنية والسياسية للمنطقة في ضوء التحديات المتنامية، وتعكس أهمية التعاون الدولي والإقليمي في تعزيز الاستقرار والسلام في واحدة من أكثر مناطق العالم تعقيدًا وجيوسياسية.

إقرأ المزيد